الإنسان الآية 22 28 في أبدانهم كريح المسك وذلك أنهم يؤتون بالطعام فيأكلون فإذا كان آخر ذلك أتوا بالشراب الطهور فيشربون فتطهر بطونهم ويصير ما أكلوا رشحا يخرج من جلودهم أطيب من المسك الإذفر وتضمر بطونهم وتعود شهوتهم وقال مقاتل هو عين ماء على باب الجنة من شرب منها نزع الله ما كان في قلبه من غل وغش وحسد 22 (إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا) أي ما وصف من نعيم الجنة كان لكم جزاء بأعمالكم وكان سعيكم عملكم في الدنيا بطاعة الله مشكورا قال عطاء شكرتكم عليه وأثبتكم أفضل الثواب 23 قوله عز وجل (إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا) قال ابن عباس متفرقا آية بعد آية ولم ينزل جملة واحدة 24 (فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم) يعني من مشركي مكة (آثما أو كفورا) يعني وكفورا والألف صلة قال قتادة أراد بالآثم والكفور أبا جهل وذلك أنه لما فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم نهاه أبو جهل عنها وقال لئن رأيت محمدا يصلي لأطأن عنقه وقال مقاتل أراد بالآثم عتبة بن ربيعة وبالكفور الوليد بن المغيرة قالا للنبي صلى الله عليه وسلم إن كنت صنعت ما صنعت لأجل النساء والمال فارجع عن هذا الأمر قال عتبة فأنا أزوجك ابنتي وأسوقها إليك بغير مهر وقال الوليد أنا أعطيك من المال حتى ترضى فارجع عن هذا الأمر فأنزل الله هذه الآية 25 26 قوله عز وجل (واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ومن الليل فاسجد له) يعني صلاة المغرب والعشاء (وسبحه ليلا طويلا) يعني التطوع بعد المكتوبة 27 (إن هؤلاء) يعني كفار مكة (يحبون العاجلة) أي الدار العاجلة وهي الدنيا (ويذرون وراءهم) يعني أمامهم (يوما ثقيلا) شديدا وهو يوم القيامة أي يتركون فلا يؤمنون به ولا يعملون له 28 (نحن خلقناهم وشددنا) قوينا وأحكمنا (أسرهم) قال مجاهد وقتادة ومقاتل أسرهم أي خلقهم يقال رجل حسن الأسر أي الخلق وقال الحسن يعني أوصالهم شددنا بعضها إلى بعض بالعروق والعصب وروي عن مجاهد في تفسير الأسر قال الفرج يعني موضع مصرفي البول والغائط إذا خرج الأذى انقبضا (وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا) أي إذا شئنا أهلكناهم وأتينا بأشباههم فجعلناهم بدلا منهم
(٤٣١)