يس الآية 7 11 7 (لقد حق القول) وجب العذاب (على أكثرهم فهم لا يؤمنون) هذا كقوله (ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين) 8 (إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا) نزلت في أبي جهل وصاحبيه المخزوميين وذلك أن أبا جهل كان قد حلف لئن رأى محمدا يصلي ليرضخن رأسه بالحجر وهو يصلي فأتاه يوما وهو يصلي ومعه حجر ليدمغه به فلما رفعه انثنت يده إلى عنقه ولزق الحجر بيده فلما عاد إلى أصحابه وأخبرهم بما رأى سقط الحجر فقال رجل من بني مخزوم أنا أقتله بهذا الحجر فأتاه وهو يصلي ليرميه بالحجر فأعمى الله تعالى بصره فجعل يسمع صوته ولا يراه فرجع إلى أصحابه فلم يرهم حتى نادوه فقالوا له ما صنعت فقال ما رأيته ولقد سمعت صوته وحال بيني وبينه شيء كهيئة الفحل يخطر بذنبه لو دنوت منه لأكلني فأنزل الله تعالى (إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا) قال أهل المعاني هذا على طريق المثل ولم يكن هناك غل أراد منعناهم عن الإيمان بموانع فجعل الأغلال مثلا لذلك قال الفراء معناه إنا حبسناهم عن الإنفاق في سبيل الله كقوله تعالى (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) معناه لا تمسكها عن النفقة (فهي إلى الأذقان) وهي كناية عن الأيدي وإن لم يجر لها ذكر لأن الغل يجمع اليد إلى العنق معناه إنا جعلنا في أيديهم وأعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان (فهم مقمحون) المقمح الذي رفع رأسه وغض بصره يقال بعير قامح إذا روى من الماء فأقمح إذا رفع رأسه وغض بصره قال الأزهري أراد أن أيديهم لما غلت إلى أعناقهم رفعت الأغلال أذقانهم ورؤسهم فهم مرفوعوا الرؤس برفع الأغلال إياها 9 (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا) قرأ حمزة والكسائي وحفص سدا بفتح السين وقرأ الآخرون بضمها (فأغشيناهم) فأعميناهم من التغشية وهي التغطية (فهم لا يبصرون) سبيل الهدى 10 (وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) 11 (إنما تنذر من اتبع الذكر) يعني إنما ينفع إنذارك من اتبع الذكر يعني القرآن فعمل بما فيه (وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم) حسن وهو الجنة
(٦)