داود لم يجزع عليه كما جزع على غيره من جنده إذا هلك ثم تزوج امرأته فعاتبه الله على ذلك لأن ذوب الأنبياء وإن صغرت فهي عظيمة عند الله وقيل كان ذنب داود أن أوريا كان خطب تلك المرأة ووطن نفسه عليها فلما غاب في غزاته خطبها داود فتزوجت منه لجلالته فاغتنم لذلك أوريا فعاتبه الله على ذلك حيث لم يترك هذه الواحدة لخاطبها وعنده تسع وتسعون امرأة أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي قال ومما يصدق ما ذكرنا عن المتقدمين ما أخبرني عقيل بن محمد بن أحمد الفقيه أن المعافى بن زكريا القاضي ببغداد أخبره عن محمد بن جرير الطبري قال حدثني يونس بن عبد الأعلى الصيرفي أنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن أبي صخر عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك رضي الله عنه سمعه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن داود النبي حين نظر إلى المرأة فهم أن يجمع على بني إسرائيل وأوصى صاحب البعث فقال إذا حضر العدو فقرب فلانا بين يدي التابوت وكان التابوت في ذلك الزمان يستنصر به وبمن قدم بين يدي التابوت فلم يرجع حتى يقتل أو ينهزم عنه الجيش فقتل زوج المرأة ونزل الملكان يقصان عليه قصته ففطن داود فسجد ومكث أربعين ليلة ساجدا حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه وأكلت الأرض من جبينه وهو يقول في سجوده رب زل داود زلة أبعد مما بين المشرق والمغرب رب إن لم ترحم ضعف داود ولم تغفر ذنبه جعلت ذنبه حديثا في الخلق من بعده فجاءه جبريل من بعد أربعين ليلة فقال يا داود إن الله قد غفر لك الهم الذي هممت به فقال داود إن
(٥٥)