تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٣٧
الصف آية 2 6 تفعلون) قال المفسرون إن المؤمنين قالوا لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل لعملناه ولبذلنا فيه أموالنا وأنفسنا فأنزل الله عز وجل (إن الله يجب الذين يقاتلون في سبيله صفا) فابتلوا بذلك يوم أحد فولوا مدبرين فأنزل الله تعالى (لم تقولون ما لا تفعلون) وقال محمد بن كعب لما أخبر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بثواب شهداء بدر قالت الصحابة لئن لقينا بعده قتالا لنفرغن فيه وسعنا فروا يوم أحد فعيرهم الله بهذه الآية وقال قتادة والضحاك نزلت في شأن القتال كل الرجل يقول قاتلت ولم يقاتل وطعنت ولم يطعن وضربت ولم يضرب فنزلت هذه الآية قال ابن زيد نزلت في المنافقين كانوا يعدون النصر للمؤمنين وهم كاذبون 3 (كبر مقتا عند الله أن تقولوا) قوله (أن تقولوا) في موضع رفع كقولك بئس رجلا أخوك ومعنى الآية أي عظم ذلك في المقت والبغض عند الله أي إن الله يبغض بغضا شديدا أن تقولوا (ما لا تفعلون) أي تعدوا من أنفسكم شيئا ثم لم تفوا به 4 (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا) أي يصفون أنفسهم عند القتال صفا ولا يزولون عن أماكنهم (كأنهم بنيان مرصوص) قد رض بعضه ببعض أي ألزق بعضه ببعض وأحكم فليس فيه فرجة ولا خلل ووقيل أحكم بالرصاص 5 (وإذ قال موسى لقومه) من بني إسرائيل (يا قوم لم تؤذونني) وذلك حين رموه بالأدرة (وقد تعلمون أني رسول الله إليكم) والرسول يعظم ويحترم (فلما زاغوا) عدلوا عن الحق (أزاغ الله قلوبهم) أمالها عن الحق يعني أنهم لما تركوا الحق بإيذاء نبيهم أمال الله قلوبهم عن الحق (والله لا يهدي القوم الفاسقين) قال الزجاج يعني لا يهدي من سبق في علمه أنه فاسق 6 (وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) والألف فيه للمبالغة في الحمد وله وجهان أحدهما أنه مبالغة من الفاعل أي الأنبياء كلهم حمادون لله عز وجل وهو أكثر حمد الله من غير والثاني أنه مبالغة من المفعول أي الأنبياء كلهم محمودون لما فيهم من الخصال الحميدة وهو أكثر مناقب وأجمع للفضائل والمحاسن التي يحمد بها (فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين)
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»