تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٣٠
الممتحنة الآية 2 5 2 (إن يثقفوكم) يظفروا بكم ويروكم (يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم) بالضرب والقتل (وألسنتهم بالسوء) بالشتم (وودوا لو تكفرون كما كفروا يقول لا تناصحوهم فإنهم لا يناصحونكم ولا يوادونكم 3 (لن تنفعكم أرحامكم) معناه لا يدعونكم ولا يحملنكم ذوو أرحامكم وقراباتكم وأولادكم التي بمكة إلى خيانة الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وترك مناصحتهم وموالاة أعدائهم فلن تنفعكم أرحامكم (ولا أولادكم) الذين عصيتم الله لأجلهم (يوم القيامة يفصل بينكم) فيدخل أهل طاعته الجنة وأهل معصيته النار قرأ عاصم ويعقبو (يفصل) بفتح الياء وكسر الصاد مخففا وقرأ حمزة والكسائي بضم الياء وكسر الصاد مشددا وقرأ ابن عامر بضم الياء وفتح الصاد مشددا وقرأ الآخرون بضم الياء وفتح الصاد مخففا (والله بما تعملون بصير) 4 (قد كانت لكم أسوة) قدوة (حسنة في إبراهيم والذين معه) من أهل الإيمان (إذ قالوا لقومهم) من المشركين (إنا برآء منكم) جمع بريء (ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم) جحدنا وأنكرنا دينكم (وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده) يأمر حاطبا والمؤمنين بالاقتداء بإبراهيم عليه الصلاة والسلام والذين معه من المؤمنين في التبرؤ من المشركين (إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك) يعني لكم أسوة حسنة في إبراهيم وأموره إلا في استغفاره لأبيه المشرك فإن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان قد قال لأبيه لأستغفرن لك ثم تبرأ منه على ما ذكرناه في سورة التوبة (وما أملك لك من الله من شيء) يقول إبراهيم لأبيه ما أغنى عنك ولا أدفع عنك عذاب الله إن عصيته وأشركت به (ربنا عليك توكلنا) يقوله إبراهيم ومن معه من المؤمنين (وإليك أنبنا وإليك المصير) 5 (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) قال الزجاج لا تظهرهم علينا فيظنوا أنهم على الحق فيفتتنوا
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»