تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٩٨
الحديد الآية 19 20 والمؤمنات وقرأ الآخرون بتشديدهما أي المتصدقين والمتصدقات أدغمت التاء في الصاد (وأقرضوا الله قرضا حسنا) بالصدقة والنفقة في سبيل الله عز وجل (يضاعف لهم) ذلك القرض (ولهم أجر كريم) ثواب حسن وهو الجنة 19 (والذين آمنوا بالله ورسوله أولئك هم الصديقون) والصديق الكثيرالصدق قال مجاهد كل من آمن بالله ورسله فهو صديق وتلا هذه الآية قال الضحاك هم ثمانية نفر من هذه الأمة سبقوا أهل الأرض في زمانهم إلى الإسلام أبو بكر وعلي وزيد وعثمان وطلحة والزبير وسعد وحمزة وتاسعهم عمر بن الخطاب رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ألحقه الله بهم لما عرف من صدق نيته (والشهداء عند ربهم) اختلفوا في نظم هذه الآية منهم من قال هي متصلة بما قبلها والواو واو النسق وأراد بالشهداء المؤمنين المخلصين وقال الضحاك هم الذين سميناهم وقال مجاهد كل مؤمن صديق شهيد وتلا هذه الآية وقال قوم تم الكلام عند قوله (هم الصديقون) ثم ابتدأ فقال والشهداء عند ربهم والواو واو الاستئناف وهو قول ابن عباس ومسروق وجماعة ثم اختلفوا فيهم فقال قوم هم الأنبياء الذين يشهدون على الأمم يوم القيامة يروى ذلك عن ابن عباس وهو قول مقاتل بن حيان وقال مقاتل بن سليمان هم الذين استشهدوا في سبيل الله (لهم أجرهم) بما عملوا من العمل الصالح (ونورهم) على الصراط (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم) 20 قوله عز وجل (اعلموا أنما الحياة الدنيا) أي أن الحياة الدنيا و (ما) صلة أي إن الحياة في هذه الدار (لعب) باطل لا حاصل له (ولهو) فرح ثم ينقضي (وزينة) منظر تتزينون به (وتفاخر بينكم) تفخر به بعضكم على بعض (وتكاثر في الأموال والأولاد) أي مباهاة بكثرة الأموال والأولاد ثم ضرب لها مثلا فقال (كمثل غيث أعجب الكفار) أي الزراع (نباته) ما نبت من ذلك الغيث (ثم يهيج) ييبس (فتراه مصفرا) بعد خضرته ونضرته (ثم يكون حطاما) يتحطم ويتكسر بعد يبسه ويفنى (وفي الآخرة عذاب شديد) قال مقاتل لأعداء الله (ومغفرة من الله ورضوان) لأوليائه وأهل طاعته (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) قال سعيد بن جبير متاع الغرور لمن يشتغل فيها بطلب الآخرة ومن اشتغل بطلبها فله متاع بلاغ إلى ما هو خير منه
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»