(ولكنا كنا مرسلين) أي أرسلناك رسولا وأنزلنا عليك كتابا فيه هذه الأخبار فتتلوها عليهم ولولا ذلك لما علمتها ولم تخبرهم بها 46 (وما كنت بجانب الطور) بناحية الجبل الذي كلم الله عليه موسى (إذ نادينا) قيل إذ نادينا موسى خذ الكتاب بقوة وقال وهب قال موسى يا رب أرني محمدا قال إنك لن تصل إلى ذلك وإن شئت ناديت أمته وأسمعتك أصواتهم قال بلى يا رب قال الله تعالى يا أمة محمد فأجابوه من أصلاب آبائهم وقال أبو زرعة بن عمرو بن جرير نادى يا أمة محمد قد أجبتكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما ورفعه بعضهم قال الله يا أمة محمد فأجابوه من أصلاب الآباء وأرحام الأمهات لبيك اللهم لبيك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك قال الله تعالى يا أمة محمد إن رحمتي سبقت غضبي وعفوي سبق عقابي قد أعطيتكم من قبل أن تسألوني وقد أجبتكم من قبل أن تدعوني وقد غفرت لكم من قبل أن تستغفروني من جاءني يوم القيامة بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبدي ورسولي دخل الجنة وإن كانت ذنوبه أكثر من زبد البحر قوله تعالى (ولكن رحمة من ربك) أي ولكن رحمناك رحمة بإرسالك وبالوحي إليك وإطلاعك على الأخبار الغائبة عنك (لتنذر قوما ما آتاهم من نذير من قبلك) يعني أهل مكة (لعلهم يتذكرون) 47 (ولولا أن تصيبهم مصيبة) عقوبة ونقمة (بما قدمت أيديهم) من الكفر والمعصية (فيقولوا ربنا لولا) هلا (أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين) وجواب لولا محذوف أي لعاجلناهم بالعقوبة يعني لولا أنهم يحتجون بترك الإرسال إليهم لعاجلناهم بالعقوبة بكفرهم وقيل معناه لما بعثناك إليهم رسولا ولكن بعثناك إليهم لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل 48 (فلما جاءهم الحق من عندنا) يعني محمدا صلى الله عليه وسلم (قالوا) يعني كفار مكة (لولا) هلا (أوتي) محمد (مثل ما أوتي موسى) من الآيات كاليد البيضاء والعصا وقيل مثل ما أوتي موسى كتابا جملة واحدة قال الله تعالى (أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل) أي فقد كفروا بآيات موسى كما كفروا بآيات محمد (قالوا سحران تظاهرا) قرأ أهل الكوفة (سحران) أي
(٤٤٨)