تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٤٦
سورة القصص من الآية 36 وحتى الآية 40 سلطانا) حجة وبرهانا (فلا يصلون إليكما بآياتنا) أي لا يصلون إليكما بقتل ولا سوء لمكان آياتنا وقيل فيه تقديم وتأخير تقديره ونجعل لكما سلطانا بآياتنا بما نعطيما من المعجزات فلا يصلون إليكما (أنتما ومن اتبعكما الغالبون) أي لكما ولأتباعكما الغلبة على فرعون وقومه 36 (فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات) واضحات (قالوا ما هذا إلا سحر مفترى) مختلق (وما سمعنا بهذا) بالذي تدعونا إليه (في آبائنا الأولين) 37 (وقال موسى) قرأ المكي بغير واو وكذلك هو في مصاحفهم (ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده) بالمحق من المبطل (ومن تكون له عاقبة الدار) يعني العقبى المحمودة في الدار الآخرة (إنه لا يفلح الظالمون) يعني الكافرون 38 (وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين) يعني فاطبخ لي الآجر وقيل إنه أول من اتخذ من الآجر وبنى به (فاجعل لي صرحا) قصرا عاليا وقيل مناة قال أهل السير لما أمر فرعون وزيره هامان ببناء الصرح جمع هامان العمال والفعلة حتى اجتمع خمسون ألف بناء سوى الأتباع والأجراء ومن يطبخ الآجر والجص وينجر الخشب ويضرب المسامير فرفعوه وشيدوه حتى ارتفع ارتفاعا لم يبلغه بنيان أحد من الخلق أراد الله عز وجل أن يفتنهم فيه فلما فرغوا منه ارتقى فرعون فوقه وأمر بنشابة فرمى بها نحو السماء فردت إليه وهي ملطخة دما فقال قد قتلت إله موسى وكان فرعون يصعد على البراذين فبعث الله جبريل جنح غروب الشمس فضربه بجناحه فقطعه ثلاث قطع فوقعت قطعة منها على عسكر فرعون فقتلت منهم ألف ألف رجل ووقعت قطعة في البحر وقطعة في المغرب ولم يبق أحد ممن عمل فيه بشيء إلا هلك فذلك قوله تعالى (فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى) أنظر إليه وأقف على حاله (وإني لأظنه) يعني موسى (من الكاذبين) في زعمه أن للأرض وللخلق إلها غيري وأنه رسوله 39 (واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون) قرأ نافع حمزة والكسائي
(٤٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 ... » »»