تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٤٤٤
سورة القصص من الآية 29 وحتى الآية 31 فأخرجها موسى معه ثم إن الشيخ ندم وقال كانت وديعة فذهب في أثره وطلب أن يرد العصا فأبى موسى أن يعطيه وقال هي عصاي فرضيا أن يجعلا بينهما أول رجل يلقاهما فلقيهما ملك في صورة آدمي فحكم أن يطرح العصا فمن حملها فهي له فطرح موسى العصا فعالجها الشيخ ليأخذها فلم يطقها فأخذها موسى بيده فرفعها فتركها له الشيخ ثم إن موسى لما أتم الأجل وسلم شعيب ابنته إليه قال موسى للمراة أطلبي من أبيك أن يجعل لنا بعض الغنم فطلبت من أبيها فقال شعيب لكما كل ما ولدت هذا العام على غير شيتها وقيل أراد شعيب أن يجازي موسى على حسن رعيته إكراما له وصلة لابنته فقال له إني قد وهبت لك من الجدايا التي تضعها أغنامي في هذه السنة كل أبلق وبلقاء فأوحى الله إلى موسى في المنام أن اضرب بعصاك الماء الذي في مستسقى الأغنام فضرب موسى بعصاه الماء ثم سقى الأغنام منه فما أخطأت واحدة منها إلا وضعت حملها ما بين أبلق وبلقاء فعلم فقال أن ذلك رزق ساقه الله عز وجل إلى موسى وامرأته فوفى له شرطه وسلم الأغنام إليه 29 قوله عز وجل (فلما قضى موسى الأجل) يعني أتمه وفرغ منه (وسار بأهله) قال مجاهد لما قضى الأجل مكث بعد ذلك عند صهره عشرا آخر فأقام عنده عشرين سنة ثم استأذنه في العود إلى مصر فأذن له فخرج بأهله إلى جانب مصر (آنس) يعني أبصر (من جانب الطور نارا) وكان في البرية في ليلة مظلمة شاتية شديدة البرد وأخذ امرأته الطلق (قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر) يعني عن الطريق لأنه كان قد أخطأ الطريق (أو جذوة من النار) يعني قطعة وشعلة من النار وفيها ثلاث لغات قرأ عاصم (جذوة) بفتح الجيم وقرأ حمزة بضمها وقرأ الآخرون بكسرها قال قتادة ومقاتل هي العود الذي قد احترق بعضه وجمعها أجذى (لعلكم تصطلون) تستدفئون 30 (فلما أتاها نودي من شاطىء الوادي الأيمن) يعني من جانب الوادي الذي عن يمين موسى (في البقعة المباركة) لموسى جعلها الله مباركة لأن الله كلم موسى هناك وبعثه نبيا وقال عطاء يريد المقدسة (من الشجرة) من ناحية الشجرة قال ابن مسعود كانت سمرة خضراء تبرق وقال قتادة ومقاتل والكلبي كانت عوسجة قال وهب من العليق وقال ابن عباس رضي الله عنهما إنها العناب (أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين)
(٤٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 ... » »»