سورة الفرقان من الآية 61 وحتى الآية 64 62 قال (فيها فاكهة ونخل ورمان) خص النخل والرمان بالذكر مع دخولهما في الفاكهة (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفه) اختلفوا فيها قال ابن عباس والحسن وقتادة يعني خلفا وعوضا يقوم أحدهما مقام صاحبه فمن فاته عمله في أحدهما قضاه في الآخر قال شقيق جاء رجل إلى عمر ابن الخطاب قال فاتتني الصلاة الليلة فقال أدرك ما فاتك من ليلتك في نهارك فإن الله عز وجل جعل الليل والنهار خلفه لمن أراد أن يذكر قال مجاهد يعني جعل كل واحد منهما مخالفا لصاحبه فجعل هذا أسود وهذا أبيض وقال ابن زيد وغيره يعني جعل كل واحد منهما مخالفا لصاحبه فجعل هذا أسود وهذا أبيض وقال ابن زيد وغيره يعني يخلف أحدهما صاحبه إذا ذهب أحدهما جاء الآخر فهما يتعاقبان في الضياء والظلمة والزيادة والنقصان (لمن أراد أن يذكر) قرأ حمزة بتخفيف الدال والكاف وضمها من الذكر وقرأ الآخرون بتشديدهما أي يتذكر ويتعظ (أو أراد شكورا) قال مجاهد أي شكر نعمة ربه عليه فيهما 63 قوله عز وجل (وعباد الرحمن) يعني أفاضل العباد وقيل هذه الإضافة للتخصيص والتفضيل وإلا فالخلق كلهم عباد الله (الذين يمشون على الأرض هونا) يعني بالسكينة والوقار متواضعين غير أشرين ولا مرحين ولا متكبرين وقال الحسن علماء وحكماء وقال محمد بن الحنفية أصحاب وقار وعفة لا يسفهون وإن سفه عليهم حلموا والهون في اللغة والرفق واللين (وإذا خاطبهم الجاهلون) يعني السفهاء بما يكرهون (قالوا سلاما) قال مجاهد سدادا من القول وقال مقاتل بن حيان قولا يسلمون فيه من الإثم وقال الحسن إن جهل عليهم جاهل حلموا ولم يجهلوا وليس المراد منه السلام المعروف وروي عن الحسن معناه سلموا عليهم دليله قوله عز وجل (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم) قال الكلبي وأبو العالية هذا قبل أن يؤمر بالقتال ثم نسختها آية القتال وروي عن الحسن البصري أنه كان إذا قرأ هذه الآية قال هذا وصف نهارهم ثم قرأ (والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما) قال هذا وصف ليلهم 64 قوله تعالى (والذين يبيتون لربهم) يقال لمن أدرك الليل بات نام أو لم ينم يقال بات فلان قلقا والمعنى يبيتون لربهم بالليل في الصلاة (سجدا) على وجوههم (وقياما) على أقدامهم قال ابن عباس من صلى بعد العشاء الآخرة ركعتين أو أكثر فقد بات لله ساجدا وقائما أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو منصور محمد بن سمعان أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ثنا حميد بن زنجويه ثنا أبو نعيم عن سفيان عن عثمان بن حكيم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان بن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ من صلى العشاء في جماعة فكأنما
(٣٧٥)