سورة إبراهيم من الآية 6 وحتى الآية 9 7 (وإذ تأذن ربكم) أي أعلم يقال أذن وتأذن بمعنى واحد مثل أوعد وتوعد (لئن شكرتم) نعمتي فآمنتم وأطعتم (لأزيدنكم) في النعمة وقيل الشكر قيد الموجود وصيد المفقود وقيل لئن شكرتم بالطاعة لأزيدنكم في الثواب (ولئن كفرتم) نعمتي فجحدتموها ولم تشكروها (إن عذابي لشديد) 8 (وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد) أي غني عن خلقه حميد محمود في أفعاله لأنه فيها متفضل وعادل 9 (ألم يأتكم نبأ الذين) خبر الذين (من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله) يعني من كان بعد قوم نوح وعاد وثمود روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال بعدما قرأ هذه الآية كذب النسابون وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال بين إبراهيم وبين عدنان ثلاثون قرنا لا يعلمهم إلا الله تعالى وكان مالك بن أنس يكره أن ينسب الإنسان نفسه أبا أبا إلى آدم وكذلك في حق النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا يعلم أولئك الآباء أحد إلا الله عز وجل (جاءتهم رسلهم بالبينات) بالدلالات الواضحات (فردوا أيديهم في أفواههم) قال ابن مسعود عضوا على أيديهم غيظا كما قال عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قال ابن عباس لما سمعوا كتاب الله عجبوا ورجعوا بأيديهم إلى أفواههم قال مجاهد وقتادة كذبوا الرسل وردوا ما جاؤوا به يقال رددت قول فلان في فيه أي كذبته وقال الكلبي يعني أن الأمم ردوا أيديهم في أفواههم أي في أفواه أنفسهم أي وضعوا الأيدي على الأفواه إشارة إلى الرسل أن اسكتوا وقال مقاتل فردوا أيديهم على أفواه الرسل يسكتونهم بذلك وقيل إن الأيدي بمعنى النعم معناه ردوا ما لو قبلوا كانت أيادي ونعما في أفواههم أي بأفواههم يعني بألسنتهم (وقالوا) يعني الأمم للرسل (إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب) موجب للريبة موقع للتهمة 10 (قالت رسلهم أفي الله شك) هذا استفهام بمعنى نفي ما اعتقدوه (فاطر السماوات والأرض) خالقهما (يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم) أي ذنوبكم و (من) صلة (ويؤخركم إلى أجل مسمى) إلى حين استيفاء آجالكم فلا يعاجلكم بالعذاب (قالوا) للرسل (إن أنتم) ما
(٢٧)