تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٧
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع \ قال الحسن الأول إعلام والثاني مؤامرة والثالث استئذان بالرجوع 28 قوله (فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها) أي إن لم تجدوا في البيوت أحدا يأذن لكم في دخولها فلا تدخلوها (حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا) يعني إذا كان في البيت قوم فقالوا ارجع فليرجع ولا يقعد على الباب ملازما (هو أزكى لكم) يعني الرجوع أطهر وأصلح لكم قال قتادة إذا لم يؤذن له فلا يقعد على الباب فإن للناس حاجات وإذا حضر ولم يستأذن وقعد على الباب منتظرا جاز وكان ابن عباس يأتي باب الأنصار لطلب الحديث فيقعد على الباب حتى يخرج ولا يستأذن فيخرج الرجل ويقول يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أخبرتني فيقول هكذا أمرنا أن نطلب العلم وإذا وقف فلا ينظر من شق الباب إذا كان الباب مردودا أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار أنا أحمد بن منصور أنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن سهل بن سعد الساعدي أن رجلا اطلع على النبي صلى الله عليه وسلم من ستر الحجرة في يد النبي صلى الله عليه وسلم مدرى فقال \ لو علمت أن هذا ينظرني حتى آتيه لطعنت بالمدرى في عينيه وهل جعل الاستئذان إلا من أجل البصر \ أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن فحذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك جناح \ قوله تعالى (والله بما تعملون عليم) من الدخول بالإذن وغير الإذن ولما نزلت آية الاستئذان قالوا كيف بالبيوت التي بين مكة والمدينة والشام وعلى ظهر الطريق ليس فيها ساكن 29 فأنزل الله عز وجل (ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة) أي بغير استئذان (فيها متاع لكم) يعني منفعة لكم واختلفوا في هذه البيوت فقال قتادة هي الحانات والبيوت والمنازل المبنية للسابلة ليأووا إليها ويؤوا أمتعتهم إليها فيجوز دخولها بغير استئذان والمنفعة فيها بالنزول وإيواء المتاع والاتقاء من الحر والبرد وقال ابن زيد هي بيوت التجار وحوانيتهم التي بالأسواق يدخلونها للبيع والشراء وهو المنفعة وقال إبراهيم النخعي ليس على حوانيت السوق إذن وكان ابن سيرين إذا جاء إلى حانوت السوق يقول السلام عليكم أأدخل ثم يلج وقال عطاء هي البيوت الخربة والمتاع هو قضاء الحاجة فيها من البول والغائط وقيل هي جمع البيوت التي لا ساكن لها لأن الاستئذان إنما جاء لئلا يطلع على عورة فإن لم يخف ذلك فله الدخول بغير استئذان (والله يعلم ما تبدون وما تكتمون) 30 قوله تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) أي عن النظر إلى ما يحل النظر إيله وقيل (من) صلة يعني يغضو أبصارهم وقيل هو ثابت لأن المؤمنين غير مأمورين بغض البصر أصلا لأنه لا يجب الغض
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»