تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٣
سورة النور من الآية 19 وحتى الآية 21 وقال الكلبي وذلك أن الرجل منهم يلقى الرجل فيقول بلغني كذا وكذا يتلقونه تلقيا وكذا قرأه ابن أبي كعب وقال الزجاج يلقيه بعضكم إلى بعض وقرأ عائشة (تلقونه) بكسر اللام وتخفيف القاف من الولق وهو الكذب (وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا) تظنون أنه سهل لا إثم فيه (وهو عند الله عظيم) في الوزر 16 (ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك) هذا اللفظ ها هنا بمعنى التعجب (هذا بهتان عظيم) يعني كذب عظيم يبهت ويتحير من عظمته وفي بعض الأخبار أن أم أيوب قالت لأبي أيوب الأنصاري أما بلغك ما يقول الناس في عائشة فقال أبو أيوب سبحانك هذا بهتان عظيم فنزلت الآية على وفق قوله 17 (يعظكم الله) قال ابن عباس رضي الله عنهما يحرم الله عليكم وقال مجاهد ينهاكم الله (أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين) 18 (ويبين الله لكم) بالأمر والنهي (والله عليم) بأمر عائشة وصفوان بن المعطل (حكيم) حكم ببراءتهما 19 قوله تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة) يعني يظهر ويذيع الزنا (في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة) يعني عبد الله بن أبي وأصحابه المنافقين والعذاب في الدنيا الحد وفي الآخرة النار (والله يعلم) كذبهم وبراءة عائشة وما خاضوا فيه من سخط الله (وأنتم لا تعلمون) 20 (ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم) جواب (لولا) محذوف يعني لعاجلكم بالعقوبة قال ابن عباس يريد مسطحا وحسان بن ثابت وحمنة 21 قوله (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء) يعني بالقبائح من الأفعال (والمنكر) كل ما يكرهه الله (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى) قال مقاتل ما صلح وقال ابن قتيبة ما طهر (منكم من أحد) والآية على العموم عند بعض المفسرين قالوا أخبر الله أنه لولا فضله ورحمته بالعصمة ما صلح منكم أحد وقال
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»