تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٥
سورة النور من الآية 24 وحتى الآية 26 قبل أن يختم على أفواههم (وأيديهم وأرجلهم) يروى أنه يختم على الأفواه فتتكلم الأيدي والأرجل بما عملت في الدنيا وقيل معناه تشهد ألسنة بعضهم على بعض وأيديهم وأرجلهم (بما كانوا يعملون) 25 (يومئذ فيهم الله دينهم الحق) جزاءهم الواجب وقيل حسابهم العدل (ويعلمون أن الله هو الحق المبين) يبين لهم حقيقة ما كان يعدهم في الدنيا قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وذلك أن عبد الله بن أبي كان يشك في الدين فيعلم يوم القيامة أن الله هو الحق المبين 26 قوله سبحانه وتعالى (الخبيثات للخبيثين) قال أكثر المفسرين الخبيثات من القول والكلام للخبيثين من الناس (والخبيثون) من الناس (للخبيثات) من القول (والطيبات) من القول (للطيبين) من الناس (والطيبون) من الناس (للطيبات) من القول والمعنى أن الخبيث من القول لا يليق إلا بالخبيث من الناس والطيب لا يليق إلا بالطيب فعائشة لا تليق بها الخبيثات من القول لأنها طيبة فتضاف إليها طيبات الكلام من المدح والثناء الحسن وما يليق بها قال الزجاج معناه لا يتكلم بالخبيثات إلا الخبيث من الرجال والنساء ولا يتكلم بالطيبات إلا الطيب من الرجال والنساء وهذا ذم للذين قذفوا عائشة ومدح للذين برؤوها بالطهارة وقال ابن زيد معناه الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء أمثال عبد الله بن أبي والشاكين في الدين والطيبات من النساء للطيبين من الرجال والطيبون من الرجال للطيبات من النساء يريد عائشة طيبها الله لرسوله الطيب صلى الله عليه وسلم (أولئك مبرءون) يعني عائشة وصفوان ذكرهما بلفظ الجمع كقوله تعالى (فإن كان له إخوة) أي إخوان وقيل أولئك مبرؤون يعني الطيبين والطيبات منزهون (مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم) فالمغفرة هي العفو من الذنوب والرزق الكريم الجنة وروي أن عائشة كانت تفخر بأشياء أعطيتها لم تعطها امرأة غيرها منها أن جبريل أتى بصورتها في سرقة من حرير وقال هذه زوجتك وروى أنه أتى بصورتها في راحته وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه في حجرها ودفن في بيتها وكان ينزل عليه الوحي وهو معها في لحافه ونزلت براءتها من السماء وأنها ابنة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصديقه وخلقت طيبة ووعدت مغفرة ورزقا كريما وكان مسروق إذا روى عن عائشة قال حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبرأة من السماء
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»