تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٨
سورة النور من الآية 31 حتى نهاية الآية 31 عما يحل النظر إليه وإنما أمروا بأن يغضوا عما لا يحل النظر إليه (ويحفظوا فروجهم) عما لا يحل قال أبو العالية كل ما في القرآن من حفظ الفرج فهو عن الزنا والحرام إلا في هذا الموضع فإنه أراد به الاستتار حتى لا يقع بصر الغير عليه (ذلك) يعني غض البصر وحفظ الفرج (أزكى لهم) يعني خير لهم وأطهر (إن الله خبير بما يصنعون) يعني عليم بما يفعلون روي عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي \ لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة \ وروى عن جرير بن عبد الله قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فقال \ اصرف بصرك \ أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد حدثنا محمد بن عيسى الجلودي حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان حدثنا مسلم بن الحجاج أنا أبو بكر بن أبي شيبة أنا زيد بن الحباب عن الضحاك بن عثمان قال أخبرني زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة في ثوب واحد \ 31 قوله عز وجل (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) عما لا يحل (ويحفظن فروجهن) عمن لا يحل وقيل أيضا يحفظن فروجهن يعني يسترنها حتى لا يراها أحد وروي عن أم سلمة أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة إذ أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه وذلك بعدما أمرنا بالحجاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجبا منه فقلت يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه \ قوله تعالى (ولا يبدين زينتهن) يعني لا يظهرن زينتهن لغير محرم وأراد بها الزينة الخفية وهما زينتان خفية وظاهرة فالخفية مثل الخلخال والخضاب في الرجل والسوار في المعصم والقرط والقلائد فلا يجوز لها إظهارها ولا للأجنبي النظر إليها والمراد من الزينة موضع الزينة قوله تعالى (إلا ما ظهر منها) أراد به الزينة الظاهرة واختلف أهل العلم في هذه الزينة الظاهرة التي
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»