الفعل الماضي (الله) رفع وقرأ الآخرون (أن) بالتشديد فيهما (لعنة) نصب و (غضب) بفتح الضاد على الاسم (الله) جر وقرأ حفص عن عاصم (والخامسة) الثانية نصب أي ويشهد الشهادة الخامسة وقرأ الآخرون بالرفع على الابتداء وخبره في أن كالأولى وسبب نزول هذه الآية ما أخبرنا أبو الحسن السرخسي أخبرنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن ابن شهاب أن سهل بن سعد الساعدي أخبره أن عويمر العجلاني جاء إلى عاصم بن عدي الأنصاري فقال له يا عاصم أرأيت لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل سل لي عن ذلك يا عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعليها حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجع عاصم إلى أهله جاء عويمر فقال له يا عاصم ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عاصم لعويمر لم تأتني بخير قد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألة التي سألته عنها فقال عويمر والله لا أنتهي حتى أسأله عنها فجاء عويمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسط الناس فقال يا رسول الله أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ قد أنزل فيك وفي صاحبتك فاذهب فأت بها \ فقال سهل فتلاعنا وأنا مع الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغا من تلاعنهما قال عويمر كذبت عليها يا رسول الله أن أمسكتها فطلقها ثلاثا قبل أن يأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مالك قال ابن شهاب فكانت تلك سنة المتلاعنين وقال محمد بن إسماعيل أنا إسحاق أنا محمد بن يوسف أنا الأوزاعي أنا الزهري بهذا الإسناد بمثل معناه وزاد ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ انظروا فإن جاءت به أسحم أدعج العينين عظيم الإليتين خدلج الساقين فلا أحسب عويمرا إلا قد صدق عليها وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة فلا أحسب عويمر إلا قد كذب عليها \ فجاءت على النعت الذي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصديق عويمر فكان بعد ينسب إلى أمه أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا محمد بن عبد الله النعيمي أنا أحمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا محمد بن بشار أنا ابن أبي عدي عن هشم بن حسان أنا عكرمة عن ابن عباس أن هلال بن أمية قذف امرأته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم \ البينة أو حد في ظهرك \ فقال يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول \ البينة وإلا حد في ظهرك \ فقال هلال والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد فنزل جبريل وأنزل عليه (والذين يرمون أزواجهم) فقرأ حتى بلغ (إن كان من الصادقين) فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليهما فجاء هلال فشهد والنبي صلى الله عليه وسلم يقول \ إن الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب \ ثم قامت فشهدت فلما كانت عند الخامسة وقفوها وقالوا إنها موجبة قال ابن عباس فتلكأت ونكصت حتى ظننا أنها ترجع ثم قالت لا أفضح قومي سائر اليوم فمضت فقال النبي صلى الله عليه وسلم \ أبصروها فإن جاءت به أكحل العينين سابغ الإليتين خدلج الساقين فهو لشريك بن سحماء \ فجاءت به كذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم \ لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن \ وقال عكرمة عن ابن عباس قال لما نزلت (والذين يرمون المحصنات) الآية قال سعد بن عبادة لو أتيت لكاع وقد تفخذها رجل لم يكن لي أهيجه حتى آتي بأربعة شهداء فوالله ما كنت لآتي بأربعة
(٣٢٤)