عائشة والله إن الرجل الذي قيل له ما قيل ليقول سبحان الله فوالذي نفسي بيده ما كشفت عن كنف أنثى قط ثم قتل بعد ذلك في سبيل الله ورواه محمد بن إسماعيل عن يحيى بن بكير أنا الليث عن يونس عن ابن شهاب بإسناد مثله وقال وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه إلى قوله فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك ورواه أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة فقالت ولقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فسأل عني خادمتي فقالت لا والله ما علمت عليها عيبا إلا أنها كانت ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل خميرها أو عجينها فانتهرها بعض أصحابه فقال اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسقطوا المهابة فقالت سبحان الله والله ما علمت عليها إلا كما يعلم الصائغ على تبر الذهب الأحمر وفيه قالت وأنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع عنه وإني لأتبين السرور في وجهه وهو يمسح جبينه ويقول أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك فقال لي أبواي قومي إليه فقلت لا والله لا أقوم إليه ولا أحمده ولا أحمد أحدا ولكن أحمد الله الذي أنزل براءتي لقد سمعتموه فما أنكرتموه ولا غيرتموه أما تفسير قوله (إن الذين جاؤوا بالإفك) بالكذب وهو أسوأ الكذب سمي إفكا لكونه مصروفا عن الحق من قولهم أفك الشيء إذا قلبه عن وجهه وذلك أن عائشة كانت تستحق الثناء لما كانت عليه من الحصانة والشرف فمن رماها بالسوء قلب الأمر عن وجهه (عصبة منكم) أي جماعة منهم عبد الله بن أبي بن سلول ومسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش زوجة طلحة بن عبيد الله وغيرهم (لا تحسبوه شرا لكم) يا عائشة ويا صفوان وقيل هو خطاب لعائشة ولأبويها وللنبي صلى الله عليه وسلم ولصفوان يعني لا تحسبوا الإفك شرا لكم (بل هو خير لكم) لأن الله يأجركم على ذلك ويظهر براءتكم وسمي الإفك إفكا لكونه مصروفا عن الحق من قولهم أفك الشيء إذا قلبه عن وجهه وذلك أن عائشة كانت تستحق الثناء بما كانت عليه من الحصانة والشرف فمن رماها بالسوء قلب الأمر عن وجهه قوله تعالى (لكل امرئ منهم) يعني من العصبة الكاذبة (ما اكتسب من الإثم) أي جزاء ما اجترح من الذنب على قدر ما خاض فيه (والذي تولى كبره) أي تحمل معظمه فبدأ بالخوض فيه قرأ يعقوب (كبره) بضم الكاف وقرأ العامة بالكسر قال الكسائي هما لغتان قال الضحاك قام بإشاعة الحديث وهو عبد الله بن أبي بن سلول وروى الزهري عن عروة عن عائشة (والذي تولى كبره منهم) قالت عبد الله بن أبي ابن سلول والعذاب الأليم هو النار في الآخرة وقد روى ابن أبي مليكة عن عروة عن عائشة في حديث الإفك قالت ثم ركبت وأخذ صفوان بالزمام فمررنا بملأ من المنافقين وكانت عادتهم أن ينزلوا منتبذين من الناس فقال عبد الله بن أبي رئيسهم من هذه قالوا عائشة قال والله ما نجت منه وما نجا منها وقال امرأة نبيكم باتت مع رجل حتى أصبحت ثم جاء يقود بها وشرع في ذلك أيضا حسان بن ثابت ومسطح وحمنة فهو الذي تولى كبره وقال قوم هو حسان بن ثابت أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد ابن إسماعيل أنا بشر بن خالد أنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن أبي الضحى عن مسروق قال
(٣٣١)