سورة إبراهيم من الآية 18 وحتى الآية 21 (كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف) وصف اليوم بالعصوف والعصوف من صفة الريح لأن الريح تكون فيه كما يقال يوم حار ويوم بارد لأن الحر والبرد فيه وقيل معناه في يوم عاصف الريح فحذف الريح لأنها قد ذكرت من قبل وهذا مثل ضربه الله لأعمال الكفار يريد أنهم لا ينتفعون بأعمالهم التي عملوها في الدنيا لأنهم أشركوا فيها غير الله كالرماد الذي ذرته الريح لا ينتفع به فذلك قوله تعالى (لا يقدرون) يعني الكفار (مما كسبوا) في الدنيا (على شيء) وفي الآخرة (ذلك هو الضلال البعيد) 19 (ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض) قرأ حمزة والكسائي (خالق السماوات والأرض) وفي سورة النور (خالق كل دابة) مضافا وقرأ الآخرون (خلق) على الماضي (والأرض) وكل بالنصب (وبالحق) أي لم يخلقهما باطلا وإنما خلقهما لأمر عظيم (إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد) سواكم أطوع لله منكم 20 (وما ذلك على الله بعزيز) منيع شديد يعني أن الأشياء تسهل في القدرة لا يصعب على الله شيء وإن جل وعظم 21 قوله تعالى (وبرزوا لله جميعا) أي خرجوا من قبورهم إلى الله وظهروا جميعا (فقال الضعفاء) يعني الأتباع (للذين استكبروا) أي تكبروا على الناس وهم القادة والرؤساء (إنا كنا لكم تبعا) جمع تابع مثل حرس وحارس (فهل أنتم مغنون) دافعون (عنا من عذاب الله من شيء قالوا) يعني القادة للمتبوعين (لو هدانا الله لهديناكم) أي لو هدانا الله لدعوناكم إلى الهدى فلما أضلنا دعوناكم إلى الضلالة (سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص) مهرب ولا منجا قال مقاتل يقولون في النار تعالوا نجزع فيجزعون خمسمائة عام فلا ينفعهم الجزع ثم يقولون تعالوا نصبر فيصبرون خمسمائة عام فلا ينفعهم الصبر فحينئذ يقولون (سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص) قال محمد بن كعب القرظي بلغني أن أهل النار يستغيثون بالخزنة كما قال تعالى (وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب) فردت الخزنة
(٣٠)