سورة الرعد من الآية 31 الشجرة ما بلغها حتى يسقط هرما إن الله تعالى غرسها بيده ونفخ فيها من روحه وإن أفنانها لمن وراء سور الجنة ما في الجنة نهر إلا وهو يخرج من أصل تلك الشجرة وبهذا الإسناد عن عبد الله بن المبارك عن معمر عن الأشعث ابن عبد الله عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال في الجنة شجرة يقال لها طوبى يقول الله عز وجل لها تفتقي لعبدي عما شئت ففتقت له عن فرس بسرجه ولجامه وهيئته كما شاء وتفتقت له عن الراحلة برحلها وزمامها وهيئتها كما شاء وعن الثياب 30 قوله تعالى (كذلك أرسلناك في أمة) أي كما أرسلنا الأنبياء إلى الأمم أرسلناك إلى هذه الأمة (قد خلت) مضت (من قبلها أمم لتتلوا) لتقرأ (عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن) قال قتادة ومقاتل وابن جريج الآية مدنية نزلت في صلح الحديبية وذلك أن سهيل بن عمرو لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم واتفقوا على أن يكتبوا كتاب الصلح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي \ اكتب بسم الله الرحمن الرحيم \ قالوا لا نعرف الرحمن إلا صاحب اليمامة يعنون مسيلمة الكذاب اكتب كما كنت تكتب باسمك اللهم فهذا معنى قوله (وهم يكفرون بالرحمن) والمعروف أن الآية مكية وسبب نزولها أن أبا جهل سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الحجر يدعو يا الله يا رحمن فرجع إلى المشركين فقال إن محمدا يدعو إلهين يدعو الله ويدعو إلها آخر يسمى الرحمن ولا نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة فنزلت هذه الآية ونزل قوله تعالى (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) وروى الضحاك عن ابن عباس أنها نزلت في كفار قريش حين قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن قال الله تعالى (قل) لهم يا محمد إن الرحمن الذي أنكرتم معرفته (هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت) اعتمدت (وإليه متاب) أي توبتي ومرجعي 31 قوله (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال) الآية نزلت في نفر من مشركي مكة منهم أبو جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية جلسوا خلف الكعبة فأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتاهم فقال له عبد الله بن أبي أمية إن سرك أن نتبعك فسير جبال مكة بالقرآن فأذهبها عنا حتى تنفسح فإنها أرض ضيقة لمزارعنا واجعل لنا فيها عيونا وأنهارا لنغرس فيها الأشجار ونزرع ونتخذ البساتين فلست كما زعمت بأهون على ربك من داود عليه السلام حيث سخر له الجبال تسبح معه أو سخر لنا الريح فنركبها إلى الشام لميرتنا وحوائجنا ونرجع في يومنا فقد سخرت الريح لسليمان كما زعمت ولست بأهون على ربك من سليمان أو أحي لنا جدك قصيا أو من شئت من آبائنا وموتانا لنسأله عن أمرك أحق ما تقول أم باطل فإن عيسى كان يحيي الموتى ولست بأهون على الله منه فأنزل الله عز وجل (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال) فأذهبت عن وجه الأرض (أو قطعت به الأرض) أي شققت فجعلت أنهارا وعيونا (أو كلم به الموتى) واختلفوا في جواب لو فقال قوم
(١٩)