سورة إبراهيم من الآية 22 عليهم (أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى) فردت الخزنة عليهم (ادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال) فلما يئسوا مما عند الخزنة نادوا (يا مالك ليقض علينا ربك) سألوا الموت فلا يجيبهم ثمانين سنة والسنة ثلاثمائة وستون يوما واليوم كألف سنة مما تعدون ثم لحظ إليهم بعد الثمانين إنكم ماكثون فلما أيسوا مما قبله قال بعضهم لبعض إنه قد نزل بكم من البلاء ما ترون فهلموا فلنصبر فلعل الصبر ينفعنا كما صبر أهل الدنيا على طاعة الله فنفعهم فأجمعوا على الصبر فطال صبرهم ثم جزعوا فطال جزعهم فنادوا سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص أي من منجا قال فقام إبليس عند ذلك فخطبهم 22 وذلك قوله تعالى (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم الحق) الآية فلما سمعوا مقالته مقتوا أنفسهم فنودوا لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون قالوا فنادوا الثانية فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون فرد عليهم (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها) الآيات فنادوا الثالثة (ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل) فرد عليهم (أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال) الآيات ثم نادوا الرابعة (ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل) فرد عليهم (ألم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير) الآية قال فمكث عليهم ما شاء الله ثم ناداهم (ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون) فلما سمعوا ذلك قالوا الآن يرحمنا فقالوا عند ذلك (ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون) قال عند ذلك (اخسؤوا فيها ولا تكلمون) فانقطع عند ذلك الرجاء والدعاء عنهم فأقبل بعضهم على بعض ينفخ بعضهم في وجوه بعض وأطبقت عليهم النار قوله تعالى (وقال الشيطان) يعني إبليس (لما قضي الأمر) أي فرغ منه فأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار وقال مقاتل يوضع له منبر في النار فيرقاه فيجتمع عليه الكفار بالأئمة فيقول لهم (إن الله وعدكم وعد الحق) فوفى لكم به (ووعدتكم فأخلفتكم) وقيل يقول لهم قلت لكم لا بعث ولا جنة ولا نار (وما كان لي عليكم من سلطان) ولآية وقيل لم آتكم بحجة فيما دعوتكم إليه (إلا أن دعوتكم) هذا استثناء منقطع معناه ولكن (دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم) بإجابتي ومتابعتي من غير سلطان ولا برهان (ما أنا بمصرخكم) بمغيثكم (وما أنتم بمصرخي) بمغيثي قرأ الأعمش وحمزة ( بمصرخي) بكسر الياء والآخرون بالنصب لأجل التضعيف ومن كسر فلالتقاء الساكنين حركت إلى الكسر لأن الياء أخت الكسرة وأهل النحو لم يرضوه وقيل إنه لغة بني يربوع والأصل (بمصرخيني) فذهبت النون لأجل الإضافة وأدغمت ياء الجماعة في ياء الإضافة (إني كفرت
(٣١)