بأربعين أو خمس وأربعين ليلة فيقول يا رب أشقي أو سعيد فيكتبان فيقول إي رب أذكر أم أنثى فيكتبان ويكتب عمله وأثره وأجله ورزقه ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص \ وعن عمرو بن مسعود أنهما قالا يمحو السعادة والشقاوة أيضا ويمحو الرزق والأجل ويثبت ما يشاء روي عن عمر أنه كان يطوف بالبيت وهو يبكي ويقول اللهم إن كنت كتبتني في أهل السعادة فأثبتني فيها وإن كنت كتبتني على الشقاوة فامحني وأثبتني في أهل السعادة والمغفرة فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب ومثله عن ابن مسعود وفي بعض الآثار أن الرجل يكون قد بقي من عمره ثلاثون سنة فيقطع رحمه فترد إلى ثلاثة أيام والرجل يكون قد بقي من عمره ثلاثة أيام فيصل رحمه فتمد إلى ثلاثين سنة أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو منصور السمعاني ثنا أبو جعفر الرياني ثنا حميد بن زنجويه ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث بن سعد حدثني زياد بن محمد الأنصاري عن محمد بن كعب القرظي عن فضالة بن عبيد عن أبي الدرداء أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ ينزل الله عز وجل في آخر ثلاث ساعات يبقين من الليل فينظر في الساعة الأولى منهن في أم الكتاب الذي لا ينظر فيه أحد غيره فيمحو ما يشاء ويثبت \ وقيل معنى الآية إن الحفظة يكتبون جميع أعمال بني آدم وأقوالهم فيمحو الله من ديوان الحفظة ما ليس فيه ثواب ولا عقاب مثل قوله أكلت شربت دخلت خرجت ونحوها من كلام هو صادق فيه ويثبت ما فيه ثواب وعقاب هذا قول الضحاك والكلبي وقال الكلبي يكتب القول كله حتى إذا كان يوم الخميس طرح منه كل شيء ليس فيه ثواب ولا عقاب وقال عطية عن ابن عباس هو الرجل يعمل بطاعة الله عز وجل ثم يعود لمعصية الله فيموت على ضلالة فهو الذي يمحو والذي يثبت الرجل يعمل بطاعة الله فيموت وهو في طاعة الله عز وجل فهو الذي يثبت وقال الحسن (يمحو الله ما يشاء) أي من جاء أجله يذهب به ويثبت من لم يجيء أجله إلى يوم أجله وعن سعيد بن جبير قال (يمحو الله ما يشاء) من ذنوب العباد فيغفرها ويثبت ما يشاء فلا يغفرها وقال عكرمة (يمحو الله ما يشاء) من الذنوب بالتوبة ويثبت بدل الذنوب حسنات كما قال الله تعالى (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) وقال السدي (يمحو الله ما يشاء) يعني القمر (ويثبت) يعني الشمس بيانه قوله تعالى (فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة) وقال الربيع هذا في الأرواح يقبضها الله عند النوم فمن أراد موته محاه فأمسكه ومن أراد بقاءه أثبته ورده إلى صاحبه بيانه قوله عز وجل (الله يتوفى الأنفس حين موتها) الآية (وعنده أم الكتاب) أي أصل الكتاب وهو اللوح المحفوظ الذي لا يبدل ولا يغير وقال عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما هما كتابان كتاب سوى أم الكتاب يمحو منه ما يشاء ويثبت وأم الكتاب الذي لا يغير منه شيء وعن عطاء عن ابن عباس قال إن لله تعالى لوحا محفوظا مسيرة خمسمائة عام من درة بيضاء لها دفتان من ياقوت لله في كل يوم فيه ثلاثمائة وستون لحظة (يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) وسأل ابن عباس كعبا عن أم الكتاب فقال علم الله ما هو خالق وما خلقه عاملون
(٢٣)