تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٧
سورة الرعد من الآية 25 وحتى الآية 28 وجل يقولون سلام عليكم (بما صبرتم فنعم عقبى الدار) أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث أنا أبو الحسن محمد بن يعقوب الكسائي أنا عبد الله بن محمود أنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ثنا عبد الله بن المبارك عن بقية بن الوليد حدثني أرطاة بن المنذر قال سمعت رجلا من مشيخة الجند قال أبو الحجاج يقول جلست إلى أبي أمامة فقال إن المؤمن لا يكون متكأ على أريكته إذا أدخل الجنة وعنده سماطان من خدم وعند طرف السماطين باب مبوب فيقبل ملك من ملائكة الله فيستأذن فيقوم أدنى الخدم إلى الباب فإذا هو بالملك يستأذن فيقول للذي يليه ملك يستأذن ويقول الذي بينه للذي يليه ملك يستأذن كذلك حتى يبلغ المؤمن فيقول ائذنوا له فيقول أقربهم إلى المؤمن ائذنوا له ويقول الذي يليه للذي يليه ائذنوا له كذلك حتى يبلغ أقصاهم الذي عند الباب فيفتح له فيدخل فيسلم ثم ينصرف 25 (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) هذا في الكفار (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) أي يؤمنون ببعض الأنبياء ويكفرون ببعض وقيل يقطعون الرحم (ويفسدون في الأرض) أي يعملون بالمعاصي (أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) يعني النار وقيل سوء المنقلب لأن منقلب الناس دورهم 26 قوله تعالى (الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) أي يوسع على من يشاء ويضيق على من يشاء (وفرحوا بالحياة الدنيا) يعني مشركي مكة أشروا وبطروا والفرح لذة في القلب بنيل المشتهى وفيه دليل على أن الفرح بالدنيا حرام (وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع) أي قليل ذاهب قال الكلبي كمثل السكرجة والقصعة والقدح والقدر ينتفع بها ثم تذهب 27 (ويقول الذين كفروا) من أهل مكة (لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب) أي يهدي إليه من يشاء بالإنابة وقيل يرشد إلى دينه من يرجع إليه بقلبه 28 (الذين آمنوا) في محل النصب بدل من قوله (من أناب) (وتطمئن) تسكن (قلوبهم بذكر الله) قال مقاتل بالقرآن والسكون يكون باليقين والاضطراب يكون بالشك (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) تسكن قلوب المؤمنين ويستقر فيها اليقين قال ابن عباس هذا في الحلف يقول إذا حلف المسلم بالله على شيء تسكن قلوب المؤمنين إليه فإن قيل أليس قد قال الله تعالى
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»