تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٨
سورة الرعد من الآية 29 وحتى الآية 30 (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) فكيف تكون الطمأنينة والوجل في حالة واحدة قيل الوجل عند ذكر الوعيد والعقاب والطمأنينة عند ذكر الوعد والثواب فالقلوب توجل إذا ذكرت عبد الله وشدة حسابه وتطمئن إذا ذكرت فضل الله وكرمه 29 (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) ابتداء وقوله (طوبى لهم) خبره واختلفوا في تفسير (طوبى) روي عن ابن عباس رضي الله عنهما فرح لهم وقرة عين وقال عكرمة نعم مالهم وقال قتادة حسنى لهم وقال معمر عن قتادة هذه كلمة عربية يقول الرجل للرجل طوبى لك أي أصبت خيرا وقال إبراهيم خير لهم وكرامة قال الفراء أصله من الطيب والواو فيه لضمة الطاء وفيه لغتان تقول العرب طوباك وطوبى لك أي لهم الطيب (وحسن مآب) أي حسن المنقلب وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس طوبى اسم الجنة بالحبشية وقال الربيع هو البستان بلغة الهند وروي عن أبي أمامة وأبي هريرة وأبي الدرداء قال طوبى شجرة في الجنة تظل الجنان كلها وقال عبيد بن عمير هي شجرة في جنة عدن أصلها في دار النبي صلى الله عليه وسلم وفي كل دار وغرفة غصن منها لم يخلق الله لونا ولا زهرة إلا وفيها منها إلا السواد ولم يخلق الله تعالى فاكهة ولا ثمرة إلا وفيها منها ينبع من أصلها عينان الكافور والسلسبيل وقال مقاتل كل ورقة منها تظل أمة عليها ملك يسبح الله عز وجل بأنواع التسبيح وروي عن أبي سعيد الخدري أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما طوبى قال \ شجرة في الجنة ظلها مسيرة مائة سنة ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها \ وعن معاوية بن قرة عن أبيه يرفعه \ طوبى شجرة غرسها الله تعالى بيده ونفخ فيها من روحه تنبت الحلى والحلل وإن أغصانها لترى من وراء سوء الجنة \ أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي توبة أنا محمد بن أحمد بن الحارث أنا محمد بن يعقوب الكسائي أنا عبد الله بن محمود أنبأنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ثنا عبد الله بن المبارك عن إسماعيل بن أبي خالد عن زياد مولى بني مخزوم أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها اقرءوا إن شئتم (وظل ممدود) فبلغ ذلك كعبا فقال صدق والذي أنزل التوراة على موسى عليه السلام والقرآن على محمد صلى الله عليه وسلم لو أن رجلا ركب حقه أو جذعة ثم دار بأصل تلك
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»