تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٢١
سورة الرعد من الآية 34 وحتى الآية 36 33 (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت) أي حافظها ورازقها وعالم بها ومجازيها بما عملت وجوابه محذوف تقديره كمن ليس بقائم بل عاجز عن نفسه (وجعلوا لله شركاء قل سموهم) بينوا أسماءهم وقيل صفوهم ثم انظروا هل هي أهل لأن تعبد (أم تنبئونه) أي تخبرون الله (بما لا يعلم في الأرض) فإنه لا يعلم لنفسه شريكا ولا في الأرض إلها غيره (أم بظاهر) يعني أم تتعلقون بظاهر (من القول) مسموع وهو في الحقيقة باطل لا أصل له وقيل بزائل من القول قال الشاعر (وعيرني الواشون أني أحبها وتلك شكاة ظاهر عنك عارها) أي زائل (بل زين للذين كفروا مكرهم) كيدهم وقال مجاهد شركهم وكذبهم على الله (وصدوا عن السبيل) أي صرفوا عن الدين قرأ أهل الكوفة ويعقوب (وصدوا) وفي حم المؤمن (وصد) بضم الصاد فيهما وقرأ الآخرون بالفتح لقوله تعالى (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله) وقوله (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) (ومن يضلل الله) بخذلانه إياه (فما له من هاد) 34 (لهم عذاب في الحياة الدنيا) بالقتل والأسر (ولعذاب الآخرة أشق) أشد (وما لهم من الله من واق) مانع يمنعهم من العذاب 35 قوله عز وجل (مثل الجنة التي وعد المتقون) أي صفة الجنة كقوله تعالى (ولله المثل الأعلى) أي الصفة العليا (تجري من تحتها الأنهار) أي صفة الجنة التي وعد المتقون أن الأنهار تجري من تحتها وقيل مثل صلة مجازها الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار (أكلها دائم) أي لا ينقطع ثمرها ونعيمها (وظلها) أي ظلها ظليل لا يزول وهو رد على الجهمية حيث قالوا إن نعيم الجنة يفنى (تلك عقبى) أي عاقبة (الذين اتقوا) يعني الجنة (وعقبى الكافرين النار) 36 قوله تعالى (والذين آتيناهم الكتاب) يعني القرآن وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم (يفرحون بما أنزل إليك) من القرآن (ومن الأحزاب) يعني الكفار الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم اليهود
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»