تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٨
سورة الرعد من الآية 8 وحتى الآية 11 منهم يقولون اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم (وقد خلت من قبلهم المثلات) أي مضت من قبلهم في الأمم التي عصت ربها وكذبت رسلها العقوبات والمثلات جمع المثلة بفتح الميم وضم الثاء مثل صدقة وصدقات (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب) 7 (ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه) أي على محمد صلى الله عليه وسلم (آية من ربه) أي علامة وحجة على نبوته قال الله تعالى (إنما أنت منذر) مخوف (ولكل قوم هاد) أي لكل قوم نبي يدعوهم إلى الله تعالى وقال الكلبي داع يدعوهم إلى الحق أو إلى الضلالة وقال عكرمة الهادي محمد صلى الله عليه وسلم يقول إنما أنت منذر وأنت هاد لكل قوم أي داع وقال سعيد بن جبير الهادي هو الله تعالى 8 قوله تعالى (الله يعلم ما تحمل كل أنثى) من ذكر أو أنثى سوى الخلق أو ناقص الخلق واحدا أو اثنين أو أكثر (وما تغيض الأرحام) أي ما تنقص (وما تزداد) قال أهل التفسير غيض الأرحام الحيض على الحمل فإذا حاضت الحامل كان نقصانا في الولد لأن دم الحيض غذاء الولد في الرحم فإذا أهرقت الدم ينقص الغذاء فينتقص الولد وإذا لم تحض يزداد الولد ويتم فالنقصان نقصان خلقة الولد بخروج الدم والزيادة تمام خلقته باستمساك الدم وقيل إذا حاضت ينتقص الغذاء وتزداد مدة الحمل حتى تستكمل تسعة أشهر طاهرا فإذا رأت خمسة أيام دما وضعت لتسعة أشهر وخمسة أيام فالنقصان في الغذاء والزيادة في المدة وقال الحسن غيضها نقصانها من تسعة أشهر والزيادة زيادتها على تسعة أشهر وقيل النقصان والسقط والزيادة تمام الخلق وأقل مدة الحمل ستة أشهر فقد يولد المولود لهذه المدة ويعيش واختلفوا في أكثرها فقال قوم أكثرها سنتان وهو قول عائشة رضي الله عنها وبه قال أبو حنيفة رحمه الله وذهب جماعة إلى أن أكثرها أربع سنين وإليه ذهب الشافعي رحمه الله قال حماد بن سلمة إنما سمي هرم بن حبان هرما لأنه بقي في بطن أمه أربع سنين (وكل شيء عنده بمقدار) أي بتقدير وحد لا يجاوزه ولا يقصر عنه
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»