تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٤١
سورة الإسراء من الآية 105 وحتى الآية 109 وجمع القيامة كذلك فيهم المؤمن والكافر والبر والفاجر وقال الكلبي فإذا جاء وعد الآخرة يعني مجيء عيسى من السماء جئنا بكم لفيفا أي النزاع من كل قوم من هاهنا وهنا لفوا جميعا 105 (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل) يعني القرآن (وما أرسلناك إلا مبشرا) للمطيعين (ونذيرا) للعاصين 106 (وقرآنا فرقناه) قيل أنزلناه نجوما لم ينزل مرة واحدة بدليل قراءة ابن عباس (وقرآنا فرقناه) بالتشديد وقراءة العامة بالتخفيف أي فصلناه وقيل بيناه وقال الحسن معناه فرقنا به بين الحق والباطل (لتقرأه على الناس على مكث) أي على تؤدة وترسل في ثلاث وعشرين سنة (ونزلناه تنزيلا) 107 (قل آمنوا به أو لا تؤمنوا) هذا على طريق الوعيد والتهديد (إن الذين أوتوا العلم من قبله) قيل هم مؤمنوا أهل الكتاب وهم الذين كانوا يطلبون الذين قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أسلموا بعد مبعثه مثل زيد بن عمر بن نفيل وسلمان الفارسي وأبي ذر وغيرهم (إذا يتلى عليهم) يعني القرآن (يخرون للأذقان) أي يسقطون على الأذقان قال ابن عباس أراد بها الوجوه (سجدا) 108 (ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا) أي كائنا واقعا 109 (ويرخون للأذقان يبكون) أي يقعون على الوجوه يبكون البكاء مستحب عند قراءة القرآن (ويزيدهم) نزول القرآن (خشوعا) خضوعا لربهم نظيره قوله تعالى (إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا) أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو عمرو بكر بن محمد المزني ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الجنيد ثنا الحسن بن الفضل البجلي أنا عاصم عن علي بن عاصم ثنا المسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن مولى أبي طلحة عن أبي عيسى بن طلحة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ لا يلج النار من بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري مسلم أبدا \ أخبرنا أبو القاسم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري أنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن أنا أحمد بن بكر بن محمد بن حمدان ثنا محمد بن يونس الكريمي أنبأنا عبد الله بن محمد الباهلي ثنا أبو حبيب الغنوي ثنا بهز بن حكيم
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»