سورة الإسراء من الآية 102 وحتى الآية 104 فقال الآخر لا تقل نبي فإنه لو سمع صارت أربعة أعين فأتياه فسألاه عن هذه الآية (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) فقال لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تزنوا ولا تأكلوا الربا ولا تسحروا ولا تمشوا بالبرىء إلى سلطان ليقتله ولا تسرفوا ولا تقذفوا المحصنة ولا تفروا من الزحف وعليكم خاصة اليهود أن لا تعدوا في السبت فقبلا يده وقال نشهد أنك نبي قال فما يمنعكم أن تتبعوني قالا إن داود دعا ربه أن لا يزال في ذريته نبي وإنا نخاف إن تبعناك أن يقتلنا اليهود قوله عز وجل (فاسأل) يا محمد (بني إسرائيل إذ جاءهم) موسى يجوز أن يكون الخطاب معه والمراد غيره ويجوز أن يكون خاطبه عليه السلام وأمره بالسؤال ليتبين كذبهم مع قومهم (فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا) أي مطبوبا سحروك قاله الكلبي وقال ابن عباس مخدوعا وقيل مصروفا عن الحق وقال الفراء وأبو عبيدة ساحرا فوضع المفعول موضع الفاعل وقال محمد بن جرير معطى علم السحر فهذه العجائب التي تفعلها من سحرك 102 (قال) موسى (لقد علمت) قرأ العامة بفتح التاء خطابا لفرعون وقرأ الكسائي بضم التاء ويروى ذلك عن علي وقال لم يعلم الخبيث أن موسى على الحق ولو علم لأمن ولكن موسى هو الذي علم قال ابن عباس علمه فرعون ولكنه عاند قال الله تعالى (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا) وهذه القراءة وهي نصب التاء أصح في المعنى وعليه أكثر القراء لأن موسى لا يحتج عليه بعلم نفسه ولا يثبت عن علي رفع التاء لأنه روي عن رجل من مراد عن علي وذلك الرجل مجهول ولم يتمسك بها أحد من القراء غير الكسائي (ما أنزل هؤلاء) هذه الآيات التسع (إلا رب السماوات والأرض بصائر) جمع بصيرة أي يبصر بها (وإني لأظنك يا فرعون مثبورا) قال ابن عباس ملعونا وقال مجاهد هالكا وقال قتادة مهلكا وقال الفراء أي مصروفا ممنوعا عن الخير يقال ما ثبرك عن هذا الأمر أي ما منعك وصرفك عنه 103 (فأراد أن يستفزهم) أي أراد فرعون أن يستفزهم موسى وبني إسرائيل أي يخرجهم (من الأرض) يعني أرض مصر (فأغرقناه ومن معه جميعا) ونجينا موسى وقومه 104 (وقلنا من بعده) أي من بعد هلاك فرعون (لبني إسرائيل اسكنوا الأرض) يعني أرض مصر والشام (فإذا جاء وعد الآخرة) يعني يوم القيامة (جئنا بكم لفيفا) أي جميعا إلى موقف القيامة واللفيف الجمع الكثير إذا كانوا مختلطين من كل نوع يقال لفت الجيوش إذا اختلطوا
(١٤٠)