تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٣٨
سورة الإسراء من الآية 94 وحتى الآية 97 والقوم عامتهم كانوا متعنتين لم يكن قصدهم طلب الدليل ليؤمنوا فرد الله عليهم سؤالهم 94 قوله عز وجل (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا) جهلا منهم (أبعث الله بشرا رسولا) أراد أن الكفار كانوا يقولون لن نؤمن لك لأنك بشر وهلا بعث الله إلينا ملكا فأجابهم الله تعالى 95 (قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين) مستوطنين مقيمين (لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا) من جنسهم لأن القلب إلى الجنس أميل منه إلى غير الجنس 96 (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم) أني رسوله إليكم (إنه كان بعباده خبيرا بصيرا) 97 (ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه) يهدونهم (ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم) أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا الحسن بن شجاع الصوفي المعروف بابن الموصلي أنبأنا أبو بكر بن الهيثم ثنا جعفر بن محمد الصائغ ثنا حسين بن محمد ثنا سفيان عن قتادة عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة قال النبي صلى الله عليه وسلم \ إن الذي أمشاه على رجليه قادر على أن يمشيه على وجهه \ وجاء في الحديث \ إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك \ (عميا وبكما وصما) فإن قيل كيف وصفهم بأنهم عمي وبكم وصم وقد قال (ورأى المجرمون النار) وقال (ادعوا هنالك ثبورا) وقال (سمعوا لها تغيظا وزفيرا) أثبت الرؤية والكلام والسمع قيل يحشرون على ما وصفهم الله ثم تعاد إليهم هذه الأشياء وجواب آخر قال ابن عباس عميا لا يرون ما يسرهم بكما لا ينطقون بحجة صما لا يسمعون شيئا يسرهم وقال الحسن هذا حين يساقون إلى الموقف إلى أن يدخلوا النار وقال مقاتل هذا حين يقال لهم (اخسئوا فيها ولا تكلمون) يصيرون بأجمعهم عميا وبكما وصما لا يرون ولا ينطقون ولا يسمعون (مأواهم جهنم كلما خبت) قال ابن عباس كلما سكنت أي سكن لهيبها وقال مجاهد طفئت وقال قتادة ضعفت وقيل هو الهدوء من غير أن يوجد نقصان في ألم الكفار لأن الله تعالى قال (لا يفتر عنهم) وقيل
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»