تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ١٤٤
سورة الكهف من الآية 2 وحتى الآية 6 2 (قيما) فيه تقديم وتأخير معناه أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عواجا قيما أي مستقيما قال ابن عباس عدلا وقال الفراء قيما على الكتب كلها أي مصدقا لها ناسخا لشرائعها وقال قتادة ليس على التقديم والتأخير بل معناه أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ولكن جعله قيما قوله عز وجل (ولم يجعل له عوجا) أي مختلفا على ما قال الله تعالى (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثير) وقيل معناه لم يجعله مخلوقا وروى عن ابن عباس في قوله (قرآنا عربيا غير ذي عوج) أي غير مخلوق (ليبنذر بأسا شديدا) أي لينذر ببأس شديد (من لدنه) أي من عنده (ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا) أي الجنة 3 (ماكثين فيه أبدا) أي مقيمين فيه 4 (وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا) 5 (مالهم به من علم ولا لآبائهم) أي قالوه عن جهل لا عن علم (كبرت) أي عظمت (كلمة) نصب على التمييز يقال تقديره كبرت الكلمة كلمة وقيل من كلمة فحذف (من) فانتصب (تخرج من أفواههم) أي تظهر من أفواههم (إن يقولون) (إلا كذبا) 6 (فلعلك باخع نفسك على آثارهم) من بعدهم (إن لم يؤمنوا بهذا الحديث) أي القرآن (أسفا) أي حزنا وقيل غضبا 7 (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها) فإن قيل أي زينة في الحيات والعقارب والشياطين قيل فيها زينة على معنى أنها تدل على وحدانية الله تعالى وقال مجاهد أراد به الرجال خاصة هم زينة الأرض وقيل أراد بهم العلماء والصلحاء وقيل الزينة بالنبات والأشجار والأنهار كما قال (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت) (لنبلوهم) لنختبرهم (أيهم أحسن عملا) أي أصلح عملا وقيل أيهم أترك للدنيا 8 (وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا) فالصعيد وجه الأرض وقيل هو التراب جزرا يابسا أملس لا يبيت شيئا يقال جرزت الأرض إذا أكل نباتها
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»