سورة الرعد الآيات من 3 وحتى 4 مثل القبة (ثم استوى على العرش) علا عليه (وسخر الشمس والقمر) ذللهما لمنافع خلقه فهما مقهوران (كل يجري) أي يجريان على ما يريد الله عز وجل (لأجل مسمى) أي إلى وقت معلوم وهو فناء الدنيا وقال ابن عباس أراد بالأجل المسمى درجاتهما ومنازلهما ينتهيان إليها ولا يجاوزانها (يدبر الأمر) يقضيه وحده (يفصل الآيات) يبين الدلالات (لعلكم بلقاء ربكم توقنون) لكي توقنوا بوعده وتصدقوه 3 (وهو الذي مد الأرض) بسطها (وجعل فيها رواسي) جبالا ثابتة واحدتها راسية قال ابن عباس كان أبو قبيس أول جبل وضع على الأرض (وأنهارا) أي وجعل فيها أنهارا (ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين) أي صنفين اثنين أحمر وأصفر وحلوا وحامضا (يغشي الليل النهار) أي يلبس النهار بظلمة الليل ويلبس الليل بضوء النهار (إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) فيستدلون والتفكر تصرف القلب في طلب معاني الأشياء 4 (وفي الأرض قطع متجاورات) متقاربات يقرب بعضها من بعض وهي مختلفة هذه طيبة تنبت وهذه سبخة لا تنبت وهذه قليلة الريع وهذه كثيرة الريع (وجنات) أي بساتين (من أعناب وزرع ونخيل صنوان) رفعها كلها ابن عمر وأبو عمرو وحفص ويعقوب عطفا على الجنات وجرها الآخرون نسقا على الأعناب والصنوان جمع صنو وهو النخلات يجمعهن أصل واحد (وغير صنوان) وهي النخلة المنفردة بأصلها وقال أهل التفسير صنوان مجتمع وغير صنوان متفرق نظيره من الكلام قنوان جمع قنو ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في العباس \ إن عم الرجل صنو أبيه \ ولا فرق في الصنوان والقنوان بين الثنية والجمع إلا في الإعراب وذلك أن النون في التثنية مكسورة غير منونة وفي الجمع منونة (يسقى بماء واحد) قرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب (يسقى) بالياء أي يسقى ذلك كله بماء واحد وقرأ
(٦)