سورة آل عمران 36 ومحمد بن إسحاق وغيرهما كان المحرر إذا حرر جعل في الكنيسة يقوم عليها ويكتنسها ويخدمها ولا يبرحها حتى يبلغ الحلم ثم يخير إن أحب أقام فيه وإن أحب ذهب حيث شاء وإن أراد أن يخرج بعد التخيير لم يكن له ذلك ولم يكن أحد من الأنبياء والعلماء إلا من نسله محرر لبيت المقدس ولم يكن محررا إلا الغلماء ولا تصلح له الجارية لما يصيبها من الحيض والأذى فحررت أم مريم ما في بطنها وكانت القصة في ذلك أن زكريا وعمران تزوجا أختين وكانت إيشاع بنت فاقوذا أم يحيى عند زكريا وكانت حنة بنت فاقوذا أم مريم عند عمران وكان قد أمسك عن حنة الولد حتى أسنت وكانوا أهل بيت من الله بمكان فبينما هي في ظل شجرة بصرت بطائر يطعم فرخا فتحركت بذلك نفسها للولد فدعت الله أن يهب لها ولدا وقالت اللهم لك علي إن رزقتني ولدا أن أتصدق به على بيت المقدس فيكون من سدنته وخدمه فحملت بمريم فحررت ما في بطنها ولم تعلم ما هو فقال لها زوجها ويحك ما صنعت أرأيت إن كان ما في بطنك أنثى تصلح لذلك فوقعا جميعا في هم من ذلك فهلك عمران وحنة حامل بمريم 36 (فلما وضعتها) أي ولدتها إذا هي جارية والهاء في قوله (وضعتها) راجعة إلى النذيرة لا إلى (ما) ولذلك أنث (وقالت) حنى وكانت ترجو أن يكون غلاما (رب إني وضعتها أنثى) اعتذارا إلى الله عز وجل (وأنت أعلم بما وضعت) بجزم التاء إخبارا عن الله تعالى عز وجل وهي قراءة العامة وقرأ ابن عامر وأبو بكر ويعقوب (وضعت) برفع التاء جعلوها من كلام أم مريم (وليس الذكر كالأنثى) في خدمة الكنيسة والعباد الذين فيها للينها وضعفها وما يعتريها من الحيض والنفاس (وإني سميتها مريم) وهي بلغتهم العابدة والخادمة وكانت مريم من أجمل النساء في وقتها وأفضلهن (وإني أعيذها) أمنعها وأجيرها (بك وذريتها) أولادها (من الشيطان الرجيم) والشيطان الطريد اللعين والرجيم المرمي بالشهب أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري حدثني سعيد بن المسيب قال قال أبو هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول \ ما من بني آدم من مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد فيستهل الصبي صارخا من الشيطان غير مريم وابنها \ ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه (وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا أبو اليمان أنا شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ كل بني آدم يطعن الشيطان جنبه بأصبعه حين يولد غير عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب \
(٢٩٥)