سورة البقرة 190 على أثره من الباب وهو محرم فأنكروا عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم \ لم دخلت من الباب وأنت محرم \ قال رأيتك دخلت فدخلت على أثرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إني أحمسي \ فقال الرجل إن كنت أحمسيا فإني أحمسي رضيت بهديك وسمتك ودينك فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال الزهري كان ناس من الأنصار إذا أهلوا بالعمرة لم يحل بينهم وبين السماء شيء وكان الرجل يخرج مهلا بالعمرة فتبدو له الحاجة بعدما يخرج من بيته فيرجع ولا يدخل من باب الحجرة من أجل سقف البيت أن يحول بينه وبين السماء فيفتح الجدار من ورائه ثم يقول في حجرته فيأمر بحاجته حتى بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل زمن الحديبية بالعمرة فدخل حجرة فدخل رجل على أثره من الأنصار من بني سلمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم \ لم فعلت ذلك \ قال لأني رأيتك دخلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إني أحمسي \ فقال الأنصاري وأنا أحمسي يقول وأنا على دينك فأنزل الله تعالى (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها) قرأ ابن كثير وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر (البيوت والغيوب والجيوب والعيوب وشيوخا) بكسر أوائلهن لمكان الياء وقرأ الباقون بالضم على الأصل وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي (جيوب) بكسر الجيم وقرأ أبو بكر وحمزة (العيوب) بكسر العين (ولكن البر من اتقى) أي البر بر من اتقى (وأتوا البيوت من أبوابها) في حال الإحرام (واتقوا الله لعلكم تفلحون) 190 (وقاتلوا في سبيل الله) أي في طاعة الله (الذين يقاتلونكم) كان في ابتداء الإسلام أمر الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكف عن قتال المشركين ثم لما هاجر إلى المدينة أمره بقتال من قاتله منهم بهذه الآية وقال الربيع بن أنس هذه أول آية نزلت في القتال ثم أمره بقتال المشركين كافة قاتلوا أو لم يقاتلوا بقوله (اقتلوا المشركين) فصارت هذه الآية منسوخة بها وقيل نسخ بقوله (اقتلوا المشركين) قريب من سبعين آية وقوله (ولا تعتدوا) أي لا تبدؤهم بالقتال وقيل هذه الآية محكمة غير منسوخة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال المقاتلين ومعنى قوله (ولا تعتدوا) أي لا تقتلوا النساء والصبيان والشيخ الكبير والرهبان ولا من ألقى إليكم السلام هذا قول ابن عباس ومجاهد أخبرنا أبو الحسن السرخسي أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو بكر بن محمد بن سهل القهستاني المعروف بأبي تراب أخبرنا محمد بن عيسى الطوسي أنا يحيى بن بكير أنا الليث بن سعد عن جرير بن حازم عن شعبة عن علقمة بن يزيد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشا قال \ اغزوا بسم الله وفي سبيل الله قاتلوا من كفر بالله لا تغلوا ولا تعتدوا ولا تقتلوا امرأة ولا وليدا ولا شيخا كبيرا \ وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس نزلت هذه الآية في صلح الحديبية وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج
(١٦١)