تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٥٢
سورة النساء 75 76 (فسوف نؤتيه) في كلا الوجهين (أجرا عظيما) ويدغم أبو عمرو والكسائي الباء في الفاء حيث كان أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد السرخسي أنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو إسحق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ تكفل الله لمن جاهد في سبيل الله لا يخرجه من بيته إلا جهاد في سبيل وتصديق كلمته أن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة \ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي أنا أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني أنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر الجوهري أنا أحمد بن علي الكشمهيني أنا علي بن حجر أنا إسماعيل بن جعفر أنا محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القانت الصائم الذي لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجعه الله إلى أهله بما يرجعه من غنيمة وأجر أو يتوفاه فيدخله الجنة \ 75 قوله تعالى (وما لكم لا تقاتلون) لا تجاهدون (في سبيل الله) في طاعة الله يعاتبهم على ترك الجهاد (والمستضعفين) أي عن المستضعفين وقال ابن شهاب في سبيل المستضعفين لتخليصهم وقيل في تخليص المستضعفين من أيدي المشركين وكان بمكة جماعة (من الرجال والنساء والولدان) يلقون من المشركين أذى كثيرا (الذين) يدعون و (يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها) يعني مكة الظالم أي المشرك أهلها يعني القرية التي من صفتها أن أهلها مشركين وإنما خفض (الظالم) لأنه نعت للأهل فلما عاد الأهل إلى القرية صار الفعل لها كما يقال مررت برل حسنه عينه (واجعل لنا من لدنك وليا) أي من يلي أمرنا لدنك (واجعل لنا من لدنك نصيرا) أي من يمنع العدو عنا فاستجاب الله دعوتهم فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ولى عليهم عتاب بن أسيد وجعله الله لهم نصيرا ينصف المؤمنين المظلومين من المظلومين 76 قوله تعالى (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله) أي في طاعته (والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت) أي في طاعة الشيطان (فقاتلوا) أيها المؤمنون (أولياء الشيطان) أي حزبه وجنوده الكفار (إن كيد الشيطان) مكره (كان ضعيفا) كما فعل يوم بدر لما رأى الملائكة خاف أن يأخذوه فهرب وخذلهم
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»