سورة البقرة 51 54 وراء مصر يقال إساف وذلك بمرأى من بني إسرائيل فذلك قوله تعالى (وأنتم تنظرون) إلى مصارعهم وقيل إلى إهلاكهم 51 (وإذ واعدنا) هو من المفاعلة التي تكون من الواحد كقولهم عافاك الله وعاقبت اللص وطارقت النعل وقال الزجاج كان من الله الأمر ومن موسى القبول فلذلك ذكر بلفظ المواعدة وقرأ أبو عمرو وأهل البصرة (وإذ وعدنا) من الوعد (موسى) اسم عبري عرب وهو بالعبرانية الماء والشجر سمي به لأنه أخذ من بين الماء والشجر ثم قلبت الشين المعجمة سينا في العربية (أربعين ليلة) أي انقضاءها ثلاثون من ذي القعدة وعشر من ذي الحجة وقرن بالليل دون النهار لأن شهور العرب وضعت على سير القمر والهلال إنما يهل بالليل وقيل لأن الظلمة أقدم من الضوء وخلق الليل قبل النهار قال الله تعالى (وآية لهم الليل نسلخ منه النهار) وذلك أن بني إسرائيل لما أمنوا من عدوهم ودخلوا مصر لم يكن لهم كتاب ولا شريعة ينتهون إليهما فوعد الله موسى أن ينزل عليهم التوراة فقال موسى لقومه إني ذاهب لميقات ربكم آتيكم بكتاب فيه بيان ما تأتون وما تذرون وواعدهم أربعين ليلة ثلاثين من ذي القعدة وعشر من ذي الحجة واستخلف عليهم أخاه هارون فلما أتى الوعد جاء جبريل على فرس يقال له فرس الحياة لا يصيب شيئا إلا حيي ليذهب بموسى إلى ربه فلما رآه السامري وكان رجلا صائغا من أهل باجرمي واسمه ميخا وقال سعيد بن جبير كان من أهل كرمان وقال ابن عباس اسمه موسى بن ظفر وقال قتادة كان من بني إسرائيل من قبيلة يقال لها سامرة ورأى موضع قدم الفرس تخضر من ذلك وكان منافقا أظهر الإسلام وكان من قوم يعبدون البقر فلما رأى جبرائيل على ذلك الفرس علم أن لهذا شأنا فأخذ قبضة من تربة حافر فرس جبرائيل عليه السلام قال عكرمة ألقي في روعه أنه إذا ألقي في شيء غيره حيي وكانت بنو إسرائيل قد استعاروا حليا كثيرة من قوم فرعون حين أرادوا الخروج من مصر لعلة عرس لهم فأهلك الله فرعون وبقيت تلك الحلي في أيدي بني إسرائيل فلما فصل موسى قال السامري لبني إسرائيل إن الحلي التي استعرتموها من قوم فرعون غنيمة لا تحل لكم فاحفروا حفرة وادفنوها فيها حتى يرجع موسى فيرى فيها رأيه وقال السدي إن هارون عليه السلام أمرهم أن يلقوها في حفيرة حتى يرجع موسى ففعلوا فلما اجتمعت الحلي صاغها السامري
(٧٢)