(ثم بعثناكم) أحييناكم والبعث إثارة الشيء عن محله يقال بعثت البعير وبعثت النائم فانبعث (من بعد موتكم) قال قتادة أحياهم ليستوفوا بقية آجالهم وأرزاقهم ولو ماتوا بآجالهم لم يبعثوا إلى يوم القيامة (لعلكم تشكرون) 57 (وظللنا عليكم الغمام) في التيه تقيكم حر الشمس والغمام من الغم وأصله التغطية والستر سمي السحاب غماما لأنه يغطي وجه الشمس وذلك أنه لم يكن لهم في التيه كن يسترهم فشكوا إلى موسى فأرسل الله تعالى غماما أبيض رقيقا أطيب من غمام المطر وجعل لهم عمودا من نور يضيء لهم الليل إذ لم يكن لهم قمر (وأنزلنا عليكم المن والسلوى) أي في التيه والأكثرون عن أن المن هو الترنجبين وقال مجاهد هو شيء كالصمغ كان يقع على الأشجار طعمه كالشهد وقال وهب هو الخبز الرقاق قال الزجاج جملة المن من يمن الله به من غير تعب وقال مجاهد جملة المن من يمن الله به من غير تعب أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا أبو نعيم أنا سفيان عن عبد الملك هو ابن عمير عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم \ الكمأة من المن وماؤها شفاء للعي \ قالوا فكان هذا المن كل ليلة يقع على أشجارهم مثل الثلج لكل إنسان منهم صاع فقالوا يا موسى قتلنا هذا المن بحلاوته فادع لنا ربك أن يطعمنا اللحم فأنزل الله تعالى عليهم السلوى وهو طائر يشبه السماني وقيل هو السماني بعينه بعثه الله سحابة فمطرت السماي في عرض ميل وطول رمح في السماء بعضه على بعض وقال المؤرج السلوى العسل فكان الله ينزل عليهم المن والسلوى كل صباح من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فيأخذ كل واحد منهم ما يكفيه يوما وليلة وإذا كان يوم الجمعة اخذ كل واحد منهم ما يكفيه ليومين لأنه لم يكن ينزل يوم السبت (كلوا) أي وقلنا لهم كلوا (من طيبات) حلالات (ما رزقناكم) ولا تدخروا الغد ففعلوا فقطع الله ذلك عنهم ودود وفسد ما ادخروا فقال الله تعالى (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) أي وما بخسوا بحقنا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون باستيجابهم عذابي وقطع مادة الرزق الذي كان ينزل عليهم بلا مؤنة في الدنيا ولا حساب في العقبى أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي أنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنا أحمد بن يوسف السلمي أنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه أنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام ولم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر \
(٧٥)