تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٦٨
سورة البقرة 45 49 أنفسكم) أي تتركون أنفسكم فلا تتبعونه (وأنتم تتلون الكتاب) تقرؤن التوراة فيها نعته وصفته (أفلا تعقلون) أنه حق فتتبعون والعقل مأخوذ من عقال الدابة وهو ما يشد به ركبة البعير فيمنعه عن الشرود فكذلك العقل يمنع صاحبه من الكفر والجحود أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو عمرو بكر بن محمد المزني أنا أبو بكر محمد بن عبد الله حفيد العباس بن حمزة أنا الحسين بن الفضل البجلي أنا عفان أنا حماد بن سلمة أنا علي بن زيد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ رأيت ليلة أسري بي رجالا تقرض شفاههم بمقاريض من نار قلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء خطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب \ أخبرنا عبد الواحد الميلحي أنا أحمد عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا علي بن عبد الله أنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال قال أسامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول \ يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في الار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون أي فلان ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر قال كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه \ وقال شعبة عن الأعمش فيطحن بها كما يطحن الحمار برحاه 45 (واستعينوا) على ما يستقبلكم من أنواع البلاء وقيل على طلب الآخرة (بالصبر والصلاة) على تمحيض محو الذنوب أراد حبس النفس عن المعاصي وقيل أراد بالصبر الصبر على أداء الفرائض وقال مجاهد الصبر الصوم ومنه سمي شهر رمضان شهر الصبر وذلك لأن الصوم يزهده في الدنيا والصلاة ترغبه في الآخرة وقيل الواو بمعنى على أي واستعينوا بالصبر على الصلاة كما قال الله تعالى (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) وإنها) ولم يقل وإنهما رد الكناية إلى كل واحد منهما أي وإن كل خصلة منهما كما قال (كلتا الجنتين آتت أكلها) أي أكل كل واحد منهما وقيل معناه واستعينوا بالصبر وإنه لكبير وبالصلاة وإنها لكبيرة فحذف أحدهما اختصارا وقال المورج رد الكناية إلى الفضة لأنها أعم وقيل رد الكناية إلى الصلاة لأن الصبر داخل فيها كما قال الله
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»