تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٦١
إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان أنا مسلم بن الحجاج أنا زهير بن حرب أنا جينان بن هلال أنا وهيب أنا سعيد الجريري عن أبي عبد الله الجسري عن ابن الصامت عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الكلام أفضل قال \ ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده \ وقيل نحن نصلي بأمرك قال ابن عباس كل ما في القرآن من التسبيح فالمراد منه الصلاة (ونقدس لك) أي نثني عليك بالقدس والطهارة عما لا يليق بعظمتك وجلالك وقيل ونطهر أنفسنا لطاعتك وقيل وننزهك واللام صلة وقيل لم يكن هذا من الملائكة على طريق الاعتراض والعجب بالعمل بل على سبيل التعجب وطلب الحكمة فيه (قال) الله (إني أعلم ما لا تعلمون) من المصلحة فيه وقيل إني أعلم أن في ذريته من يطيعني ويعبدني من الأنبياء والأولياء والصلحاء وقيل إن أعلم أن فيكم من يعصيني وهو إبليس وقيل إني أعلم أنهم يذنبون وأنا أغفر لهم قرأ أهل الحجاز والبصرة (إني أعلم) بفتح الياء وكذلك كل ياء إضافة استقبلها ألف مفتوحة إلا في مواضع معدودة ويفتحون في بعض مواضع عند الألف المضمومة والمكسورة وعند غير الألف وبين القراء في تفصيله اختلاف 31 قوله تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها) سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض وقيل لأنه كان آدم اللون وكنيته أبو محمد وأبو البشر فلما خلقه الله عز وجل علمه أسماء الأشياء وذلك أن الملائكة قالوا لما قال الله تعالى (إني جاعل في الأرض خليفة) ليخلق ربنا ما شاء فلن يخلق خلقا أكرم عليه منا وإن كان غيرنا أكرم عليه فنحن أعلم منه لأنا خلقنا قبله ورأينا ما لم يره فأظهر الله تعالى فضله عليهم بالعلم وفيه دليل على أن الأنبياء أفضل من الملائكة وإن كانوا رسلا كما ذهب إليه أهل السنة والجماعة قال ابن عباس ومجاهد وقتادة علمه اسم كل شيء حتى القصعة والقصيعة وقيل اسم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة وقال الربيع بن أنس أسماء الملائكة وقيل أسماء ذريته وقيل صنعة كل شيء قال أهل التأويل إن الله عز وجل علم آدم جميع اللغات ثم تكلم كل واحد من أولاده بلغة فتفرقوا في البلاد واختص كل فرقة منهم بلغة (ثم عرضهم على الملائكة) إنما قال (عرضهم) ولم يقل عرضها لأن المسميات إذا جمعت من يعقل ومن لا يعقل يكنى عنها بلفظ من يعقل كما يكنى عن الذكور والإناث بلفظ الذكور وقال مقاتل خلق الله كل شيء الحيوان والجماد ثم عرض تلك الشخوص على الملائكة فالكناية راجعة إلى الخصوص فلذلك فقال عرضهم (فقال أنبؤني) أخبروني (بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين) إني لا أخلق خلقا إلا وكنتم أفضل وأعلم منه فقالت الملائكة إقرارا بالعجز 32 (قالوا سبحانك) تنزيها لك (لا علم لنا إلا ما علمتنا) معناه إنك أجل من أن نحيط بشيءمن علمك إلا ما علمتنا (إنك أنت العليم) بخلقك (الحكيم) في أمرك والحكيم له معنيان أحدهما
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»