تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٦٦
سورة البقرة 39 44 ذرية آدم (مني هدى) أي رشد وبيان شريعة وقيل كتاب ورسول (فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) قرأ يعقوب فلا خوف بالفتح في كل القرى ن والآخرون بالضم والتنوين (فلا خوف عليهم) فيما يستقبلهم (ولا هم يحزنون) على ما خلقوا وقيل لا خوف عليهم في الدنيا ولا هم يحزنون في الآخرة 39 (والذين كفروا) جحدوا (وكذبوا بآياتنا) بالقرآن (أولئك أصحاب النار) يوم القيامة (هم فيها خالدون) لا يخرجون منها ولا يموتون فيها 40 قوله تعالى (يا بني إسرائيل) يا أولاد يعقوب ومعنى إسرائيل عبد الله وإيل هو الله تعالى وقيل صفوة الله وقرأ أبو جعفر إسرائيل بغير همزة (اذكروا) احفظوا والذكر يكون بالقلب ويكون باللسان وقيل أراد به الشكر وذكر بلفظ الذكر لأن في الشكر ذكرا وفي الكفران نسيانا قال الحسن ذكر النعمة شكرها (نعمتي) أي نعمي لفظها واحد ومعناها جمع كقوله تعالى (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) (التي أنعمت عليكم) أي على أجدادكم وأسلافكم قال قتادة هي النعم التي خصت بها بنو إسرائيل فلق البحر وإنجاؤهم من فرعون باغراقه وتظليل الغمام عليهم في التيه وإنزال المن والسلوى وإنزال التوراة في نعم كثيرة لا تحصى وقال غيره هي جميع النعم التي لله عز وجل على عباده ( وأوفوا بعهدي) بامتثال أمري (أوف بعهدكم) بالقبول والثواب قال قتادة ومجاهد أراد بهذا العهد ما ذكر في سورة المائدة (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم حفظ اثني عشر نقيبا) إلى أن قال (لأكفرن عنكم سيئاتكم) فهذا قوله (أوف بعهدكم) وقال الحسن هو قوله (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة) فهو شريعة التوراة وقال مقاتل هو قوله (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله) وقال الكلبي عهد الله إلى بني إسرائيل على لسان موسى إني باعث من بني إسماعيل نبيا أميا فمن اتبعه وصدق بالنور الذي يأتي به غفرت له ذنبه وأدخلته الجنة وجعلت له أجرين اثنين وهو قوله (وإذ أخذ
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»