فهو مبقل وبقلت البقل جززته، والمبقلة موضعه.
بقي: البقاء ثبات الشئ على حاله الأولى وهو يضاد الفناء وقد بقي يبقى بقاء وقيل بقي في الماضي موضع بقي وفى الحديث: بقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي انتظرناه وترصدنا له مدة كثيرة. والباقي ضربان: باق بنفسه لا إلى مدة وهو الباري تعالى ولا يصح عليه الفناء. وباق بغيره وهو ما عداه ويصح عليه الفناء. والباقي بالله ضربان: باق بشخصه إلى أن شاء الله أن يفنيه كبقاء الاجرام السماوية.
وباق بنوعه وجنسه دون شخصه وجزئه كالانسان والحيوان. وكذا في الآخرة باق بشخصه كأهل الجنة فإنهم يبقون على التأبيد لا إلى مدة كما قال عز وجل (خالدين فيها) والآخر بنوعه وجنسه كما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أن أثمار أهل الجنة يقطفها أهلها ويأكلونها ثم تخلف مكانها مثلها "، ولكون ما في الآخرة دائما قال عز وجل (وما عند الله خير وأبقى) وقوله تعالى (والباقيات الصالحات) أي ما يبقى ثوابه للانسان من الأعمال وقد فسر بأنها الصلوات الخمس وقيل هي سبحان الله والحمد لله والصحيح أنها كل عبادة يقصد بها وجه الله تعالى وعلى هذا قوله (بقية الله خير لكم) وأضافها إلى الله تعالى، وقوله تعالى:
(فهل ترى لهم من باقية) أي جماعة باقية أو فعلة لهم باقية، وقيل معناه بقية قال وقد جاء من المصادر ما هو على فاعل وما هو على بناء مفعول والأول أصح.
بكت: بكة هي مكة عن مجاهد وجعله نحو سبد رأسه وسمده، وضربه لازب ولازم في كون الباء بدلا من الميم، قال عز وجل:
(إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا) وقيل بطن مكة وقيل هي اسم المسجد وقيل هي البيت وقيل هي حيث الطواف وسمى بذلك من التباك أي الازدحام لان الناس يزدحمون فيه للطواف، وقيل سميت مكة بكة لأنها تبك أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم.
بكر: أصل الكلمة هي البكرة التي هي أول النهار فاشتق من لفظه لفظ الفعل فقيل بكر فلان بكورا إذا خرج بكرة والبكور المبالغ في البكور وبكر في حاجة وابتكر وباكر مباكرة، وتصور منها معنى التعجيل لتقدمها على سائر أوقات النهار فقيل لكل متعجل في أمر بكر، قال الشاعر:
بكرت تلومك بعد وهن في الندى * بسل عليك ملامتي وعتابي وسمى أول الولد بكرا وكذلك أبواه في ولادته إياه تعظيما له نحو بيت الله وقيل أشار إلى ثوابه وما أعد لصالحي عباده مما لا يلحقه الفناء وهو المشار إليه بقوله تعالى: (وإن الدار الآخرة