مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٥٣
كبعث البعير وبعث الانسان في حاجة، وإلهي وذلك ضربان: أحدهما إيجاد الأعيان والأجناس والأنواع عن ليس وذلك يختص به الباري تعالى ولم يقدر عليه أحدا. والثاني إحياء الموتى، وقد خص بذلك بعض أوليائه كعيسى صلى الله عليه وسلم وأمثاله، ومنه قوله عز وجل: (فهذا يوم البعث) يعنى يوم الحشر، وقوله عز وجل:
(فبعث الله غرابا يبحث في الأرض) أي قيضه (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا) نحو: (أرسلنا رسلنا) وقوله تعالى: (ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا) وذلك إثارة بلا توجيه إلى مكان (ويوم نبعث من كل أمة شهيدا - قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) وقال عز وجل:
(فأماته الله مائة عام ثم بعثه) وعلى هذا قوله عز وجل: (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه) والنوم من جنس الموت فجعل التوفي فيهما والبعث منهما سواء، وقوله عز وجل: (ولكن كره الله انبعاثهم) أي توجههم ومضيهم.
بعثر: قال الله تعالى: (وإذا القبور بعثرت) أي قلب ترابها وأثير ما فيها، ومن رأى تركيب الرباعي والخماسي من ثلاثين نحو تهلل وبسمل إذا قال لا إله إلا الله وبسم الله يقول إن بعثر مركب من بعث وأثير وهذا لا يبعد في هذا الحرف فإن البعثرة تتضمن معنى بعث وأثير.
بعد: البعد ضد القرب وليس لهما حد محدود وإنما ذلك بحسب اعتبار المكان بغيره يقال ذلك في المحسوس وهو الأكثر وفى المعقول نحو قوله تعالى: (ضلوا ضلالا بعيدا) وقوله عز وجل: (أولئك ينادون من مكان بعيد) يقال بعد إذا تباعد وهو بعيد (وما هو من الظالمين ببعيد) وبعد مات والبعد أكثر ما يقال في الهلاك نحو: (بعدت ثمود) وقد قال النابغة:
* في الأدنى وفى البعد * والبعد والبعد يقال فيه وفى ضد القرب قال تعالى: (فبعدا للقوم الظالمين - فبعدا لقوم لا يؤمنون) وقوله تعالى: (بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد) أي الضلال الذي يصعب الرجوع منه إلى الهدى تشبيها بمن ضل عن محجة الطريق بعدا متناهيا فلا يكاد يرجى له العود إليها وقوله عز وجل:
(وما قوم لوط منكم ببعيد) أي تقاربونهم في الضلال فلا يبعد أن يأتيكم ما أتاهم من العذاب.
بعد: يقال في مقابلة قبل ونستوفي أنواعه في باب قبل إن شاء الله تعالى.
بعر: قال تعالى: (ولمن جاء به حمل بعير) البعير معروف ويقع على الذكر والأنثى
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست