كالانسان في وقوعه عليهما وجمعه أبعرة وأباعر وبعران والبعر لما يسقط منه والبعر موضع البعر والمبعار من البعير الكثير البعر.
بعض: بعض الشئ جزء منه ويقال ذلك بمراعاة كل ولذلك يقابل به كل فيقال بعضه وكله وجمعه أبعاض. قال عز وجل (بعضكم لبعض عدو - وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا - ويلعن بعضكم بعضا) وقد بعضت كذا جعلته أبعاضا نحو جزأته قال أبو عبيدة:
(ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه) أي كل الذي كقول الشاعر:
* أو يرتبط بعض النفوس حمامها * وفى قوله هذا قصور نظر منه وذلك أن الأشياء على أربعة أضرب: ضرب في بيانه مفسدة فلا يجوز لصاحب الشريعة أن يبينه كوقت القيامة ووقت الموت، وضرب معقول يمكن للناس إدراكه من غير نبي كمعرفة الله ومعرفته في خلق السماوات والأرض فلا يلزم صاحب الشرع أن يبينه، ألا ترى أنه كيف أحال معرفته على العقول في نحو قوله: (قل انظروا ماذا في السماوات والأرض) وبقوله: (أو لم يتفكروا) وغير ذلك من الآيات. وضرب يجب عليه بيانه كأصول الشرعيات المختصة بشرعه. وضرب يمكن الوقوف عليه بما بينه صاحب الشرع كفروع الاحكام، وإذا اختلف الناس في أمر غير الذي يختص بالنبي بيانه فهو مخير بين أن يبين وبين أن لا يبين حسب ما يقتضى اجتهاده وحكمته فإذا قوله تعالى:
(لأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه) لم يرد به كل ذلك وهذا ظاهر لمن ألقى العصبية عن نفسه وأما قول الشاعر:
* أو يرتبط بعض النفوس حمامها * فإنه يعنى به نفسه والمعنى إلا أن يتداركني الموت لكن عرض ولم يصرح حسب ما بنيت عليه جملة الانسان في الابتعاد من ذكر موته قال الخليل يقال رأيت غربانا تبتعض أي يتناول بعضها بعضا، والبعوض بنى لفظه من بعض وذلك لصغر جسمها بالإضافة إلى سائر الحيوانات.
بعل: البعل هو الذكر من الزوجين، قال الله عز وجل: (وهذا بعلي شيخا) وجمعه بعولة نحو فحل وفحولة قال تعالى (وبعولتهن أحق بردهن) ولما تصور من الرجل الاستعلاء على المرأة فجعل سائسها والقائم عليها كما قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء) سمى باسمه كل مستعل على غيره فسمى العرب معبودهم الذي يتقربون به إلى الله بعلا لاعتقادهم ذلك فيه في نحو قوله تعالى: (أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين) ويقال أتانا بعل هذه الدابة أي المستعلى عليها، وقيل للأرض المستعلية على غيرها بعل ولفحل النحل بعل تشبيها بالبعل من الرجال. ولما