مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٥٣٦
كتاب الهاء هبط: الهبوط الانحدار على سبيل القهر كهبوط الحجر، والهبوط بالفتح المنحدر، يقال هبطت أنا وهبطت غيري، يكون اللازم والمتعدي على لفظ واحد، قال: (وإن منها لما يهبط من خشية الله) يقال هبطت وهبطته هبطا، وإذا استعمل في الانسان الهبوط فعلى سبيل الاستخفاف بخلاف الانزال، فإن الانزال ذكره تعالى في الأشياء التي نبه على شرفها كإنزال الملائكة والقرآن والمطر وغير ذلك. والهبط ذكر حيث نبه على الغض نحو (وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو - فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها - اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم) وليس في قوله (فإن لكم ما سألتم) تعظيم وتشريف، ألا ترى أنه تعالى قال (وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤا بغضب من الله) وقال جل ذكره (قلنا اهبطوا منها جميعا) ويقال هبط المرض لحم العليل حطه عنه، والهبيط الضامر من النوق وغيرها إذا كان ضمره من سوء غذاء وقلة تفقد.
هبا: هبا الغبار يهبو ثار وسطع، والهبوة كالغبرة، والهباء دقاق التراب وما نبت في الهواء فلا يبدو إلا في أثناء ضوء الشمس في الكوة، قال تعالى: (فجعلناه هباء منثورا - فكانت هباءا منبثا).
هجد: الهجود النوم والهاجد النائم، وهجدته فتهجد أزلت هجوده نحو مرضته.
ومعناه أيقظته فتيقظ، وقوله (ومن الليل فتهجد به) أي تيقظ بالقرآن وذلك حث على إقامة الصلاة في الليل المذكور في قوله:
(قم الليل إلا قليلا نصفه) والمتهجد المصلى ليلا، وأهجد البعير ألقى جرانه على الأرض متحريا للهجود.
هجر: الهجر والهجران مفارقة الانسان غيره إما بالبدن أو باللسان أو بالقلب، قال تعالى (واهجروهن في المضاجع) كناية عن عدم قربهن، وقوله تعالى: (إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) فهذا هجر بالقلب أو بالقلب واللسان. وقوله: (واهجرهم هجرا جميلا) يحتمل الثلاثة ومدعو إلى أن يتحرى
(٥٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 ... » »»
الفهرست