مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٥١٨
الدابة واستودقت، وأتان وديق وودوق إذا أظهرت رطوبة عند إرادة الفحل، والمودق المكان الذي يحصل فيه الودق وقول الشاعر:
* تعفى بذيل المرط إذ جئت مودقي * تعفى أي تزيل الأثر، والمرط لباس النساء فاستعارة وتشبيه لأثر موطئ القدم بأثر موطئ المطر.
وادى: قال، (إنك بالواد المقدس) أصل الوادي الموضع الذي يسيل فيه الماء، ومنه سمى المفرج بين الجبلين واديا، وجمعه أودية، نحو ناد وأندية وناج وأنجية، ويستعار الوادي للطريقة كالمذهب والأسلوب فيقال فلان في واد غير واديك، قال (ألم تر أنهم في كل واد يهيمون) فإنه يعنى أساليب الكلام من المدح والهجاء والجدل والغزل وغير ذلك من الأنواع قال الشاعر:
إذا ما قطعنا واديا من حديثنا * إلى غيره زدنا الأحاديث واديا وقال عليه الصلاة والسلام: " لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثا "، وقال تعالى: (فسالت أودية بقدرها) أي بقدر مياهها. ويقال ودى يدي وكنى بالودي عن ماء الفحل عند الملاعبة وبعد البول فيقال فيه أودى نحو أمذى وأمنى. ويقال ودى وأودى ومنى وأمنى، والودي صغار الفسيل اعتبارا بسيلانه في الطول، وأوداه أهلكه كأنه أسال دمه، ووديت القتيل أعطيت ديته، ويقال لما يعطى في الدم دية، قال تعالى: (فدية مسلمة إلى أهله).
وذر: يقال فلان يذر الشئ أي يقذفه لقلة اعتداده به ولم يستعمل ماضيه، قال تعالى:
(قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا - ويذرك وآلهتك - فذرهم وما يفترون - وذروا ما بقي من الربا) إلى أمثاله تخصيصه في قوله (ويذرون أزواجا) ولم يقل يتركون ويخلفون فإنه يذكر فيما بعد هذا الكتاب إن شاء الله. والوذرة قطعة من اللحم وتسميتها بذلك لقلة الاعتداد بها نحو قولهم فيما لا يعتد به هو لحم على وضم.
ورث: الوراثة والإرث انتقال قنية إليك عن غيرك من غير عقد ولا ما يجرى مجرى العقد، وسمى بذلك المنتقل عن الميت فيقال للقنية الموروثة ميراث وإرث. وتراث أصله وراث فقلبت الواو ألفا وتاء، قال (وتأكلون التراث) وقال عليه الصلاة والسلام " أثبتوا على مشاعركم فإنكم على إرث أبيكم " أي أصله وبقيته، قال الشاعر:
فينظر في صحف كالربا * ط فيهن إرث كتاب محى ويقال ورثت مالا عن زيد، وورثت زيدا، قال (وورث سليمان داود - وورثه أبواه -
(٥١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 ... » »»
الفهرست