تنبيها أنه قد خرج من حد الخير. وقوله (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) فمن قال الظهر فاعتبار بالنهار ومن قال المغرب فلكونها بين الركعتين وبين الأربع اللتين بنى عليهما عدد الركعات، ومن قال الصبح فلكونها بين صلاة الليل والنهار، قال ولهذا قال (أقم الصلاة لدلوك الشمس) الآية أي صلاته وتخصيصها بالذكر لكثرة الكسل عنها إذ قد يحتاج إلى القيام إليها من لذيذ النوم ولهذا زيد في أذانه:
الصلاة خير من النوم، ومن قال صلاة العصر فقد روى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فلكون وقتها في أثناء الاشغال لعامة الناس بخلاف سائر الصلوات التي لها فراغ إما قبلها وإما بعدها ولذلك توعد النبي صلى الله عليه وسلم عليها فقال " من فاته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله ".
وسع: السعة تقال في الأمكنة وفى الحال وفى الفعل كالقدرة والجود ونحو ذلك، ففي المكان نحو قوله (إن أرضى واسعة - ألم تكن أرض الله واسعة) وفى الحال قوله تعالى (لينفق ذو سعة من سعته) وقوله:
(على الموسع قدره) والوسع من القدرة ما يفضل عن قدر المكلف، قال (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) تنبيها أنه يكلف عبده دوين ما ينوء به قدرته، وقيل معناه يكلفه ما يثمر له السعة أي جنة عرضها السماوات والأرض كما قال (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) وقوله (وسع كل شئ علما) فوصف له نحو (أحاط بكل شئ علما) وقوله (والله واسع عليم - وكان الله واسعا حكيما) فعبارة عن سعة قدرته وعلمه ورحمته وإفضاله كقوله (وسع ربى كل شئ علما - ورحمتي وسعت كل شئ) وقوله (وإنا لموسعون) فإشارة إلى نحو قوله (الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى) ووسع الشئ اتسع والوسع الجدة والطاقة، ويقال ينفق على قدر وسعه. وأوسع فلان إذا كان له الغنى، وصار ذا سعة، وفرس وساع الخطو شديد العدو.
وسق: الوسق جمع المتفرق، يقال وسقت الشئ إذا جمعته، وسمى قدر معلوم من الحمل كحمل البعير وسقا، وقيل هو ستون صاعا، وأوسقت البعير حملته حمله، وناقه واسق ونوق مواسيق إذا حملت. ووسقت الحنطة جعلتها وسقا ووسقت العين الماء حملته، ويقولون لا أفعله ما وسقت عيني الماء. وقوله: (والليل وما وسق) قيل وما جمع من الظلام، وقيل عبارة عن طوارق الليل، ووسقت الشئ جمعته، والوسيقة الإبل المجموعة كالرفقة من الناس، والاتساق الاجتماع والاطراد، قال الله تعالى: (والقمر إذا اتسق).
وسل: الوسيلة التوصل إلى الشئ برغبة