مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٥١٩
وعلى الوارث مثل ذلك) ويقال أورثني الميت كذا، وقال (وإن كان رجل يورث كلالة) وأورثني الله كذا، قال: (وأورثناها بني إسرائيل - وأورثناها قوما آخرين - وأورثكم أرضهم - وأورثنا القوم) الآية وقال: (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها) ويقال لكل من حصل له شئ من غير تعب قد ورث كذا، ويقال لمن خول شيئا مهنئا أورث، قال تعالى:
(وتلك الجنة التي أورثتموها - أولئك هم الوارثون الذين يرثون) وقوله: (ويرث من آل يعقوب) فإنه يعنى وراثة النبوة والعلم والفضيلة دون المال، فالمال لا قدر له عند الأنبياء حتى يتنافسوا فيه، بل قلما يقتنون المال ويملكونه، ألا ترى أنه قال عليه الصلاة السلام " إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة " نصب على الاختصاص فقد قيل وما تركناه هو العلم وهو صدقة تشترك فيها الأمة، وما روى عنه عليه الصلاة والسلام من قوله " العلماء ورثة الأنبياء " فإشارة إلى ما ورثوه من العلم. واستعمل لفظ الورثة لكون ذلك بغير ثمن ولا منة، وقال لعلى رضي الله عنه:
" أنت أخي ووارثي، قال: وما أرثك؟ قال:
ما ورثت الأنبياء قبلي، كتاب الله وسنتي " ووصف الله تعالى نفسه بأنه الوارث من حيث إن الأشياء كلها صائرة إلى الله تعالى، قال الله تعالى (ولله ميراث السماوات والأرض) وقال: (ونحن الوارثون) وكونه تعالى وارثا لما روى " أنه ينادى لمن الملك اليوم؟ فيقال لله الواحد القهار " ويقال ورثت علما من فلان أي استفدت منه، قال تعالى:
(ورثوا الكتاب - أورثوا الكتاب من بعدهم ثم أورثنا الكتاب - يرثها عبادي الصالحون) فإن الوراثة الحقيقية هي أن يحصل للانسان شئ لا يكون عليه فيه تبعة ولا عليه محاسبة، وعباد الله الصالحون لا يتناولون شيئا من الدنيا إلا بقدر ما يجب وفى وقت ما يجب وعلى الوجه الذي يجب ومن تناول الدنيا على هذا الوجه لا يحاسب عليها ولا يعاقب بل يكون ذلك له عفوا صفوا كما روى أنه " من حاسب نفسه في الدنيا لم يحاسبه الله في الآخرة ".
ورد: الورود أصله قصد الماء ثم يستعمل في غيره يقال وردت الماء أرد ورودا، فأنا وارد والماء مورود، وقد أوردت الإبل الماء، قال (ولما ورد ماء مدين) والورد الماء المرشح للورود، والورد خلاف الصدر، والورد يوم الحمى إذا وردت واستعمل في النار على سبيل الفظاعة، قال: (فأوردهم النار وبئس الورد المورود - إلى جهنم وردا - أنتم لها واردون - ما وردوها) والوارد الذي يتقدم القوم فيسقى لهم، قال: (فأرسلوا واردهم) أي ساقيهم من الماء المورود، ويقال لكل
(٥١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 ... » »»
الفهرست