تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٩٠
* (فسوف يدعو ثبورا (11) ويصلى سعيرا (12) إنه كان في أهله مسرورا (13) إنه ظن أن لن يحور (14)). موسى الأشعري - وهو عبد الله بن قيس - أن النبي قال: ' يكون في القيامة ثلاث عرضات: فعرضتان جدال ومعاذير، والعرضة الثالثة عند تطاير الصحف، فآخذ بيمينه وآخذ بشماله '.
وذكر النقاش في تفسيره بإسناده أن النبي قال: ' من حاسب نفسه في الدنيا هون الله عليه الحساب في الآخرة '.
* (فسوف يدعو ثبورا) معناه: يقول واثبوراه، ومعنى قوله: واثبوراه: واهلاكاه.
يقال: رجل مثبور أي: هالك.
وقوله: * (ويصلى سعيرا) أي: يقاسي النار، ويقال: يدخل، ومنه قوله تعالى * (اصلوها) أي: ادخلوها، وقرئ: ' ويصلى سعيرا ' أي: يكثر عذابه بنار جهنم، ذكره الأزهري.
قوله تعالى: * (إنه كان في أهله مسرورا) أي: لم يحزن للتقصير في أوامر الله تعالى، ولم يتعب، ولم ينصب في العمل بطاعة الله، ذكره القفال.
ويقال: كان في أهله مسرورا، أي: راكبا هواه، متبعا شهوته.
وقوله: * (إنه ظن أن لن يحور) أي: أن لن يرجع إلى الله تعالى، وهو إخبار عن إنكاره بالبعث.
وقوله: * (يحور) يرجع، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: ' أعوذ بالله من الحور بعد الكور ' أي: النقصان بعد الزيادة.
وفي رواية: ' من الحور بعد الكور ' أي: من انتشار أمره بعد أن كان مجتمعا، أو من فساد أمره بعد أن كان صالحا.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»