تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٨٦
بسم الله الرحمن الرحيم * (إذا السماء انشقت (1) وأذنت لربها وحقت (2) وإذا الأرض مدت (3)).
تفسير سورة الكدح وهي مكية، والله أعلم قوله تعالى: * (إذا السماء انشقت) هو في معنى قوله: * (إذا السماء انفطرت) ويقال: انشقت بالغمام، مثل قوله تعالى: * (ويوم تشقق السماء بالغمام) وقد ذكرنا، وقيل: انشقت لنزول الملائكة.
وفي تفسير النقاش: انشقت لنزول الرب عز اسمه، وهو بلا كيف، وقيل: (مزقت).
وعن علي - رضي الله عنه - أنه قال: تنشق السماء من المجرة، ويقال: هي باب السماء.
وقوله: * (وأذنت لربها وحقت) أي: واستمعت لأمر ربها، وحق لها أن تستمع.
قال الشاعر:
(القلب تعلل بددن * إن همي في سماع وأذن) وقال بعضهم: صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به، وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا، أي: استمعوا.
وفي الخبر عن النبي: ' ما أذن الله بشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن '.
وأما استماع السماء فيجوز أن يكون على الحقيقة، ويجوز أن يكون استماعها انقيادها لما تؤمر به، والله أعلم.
وقوله: * (وإذا الأرض مدت) أي: مدت مد الأديم لا يبقى عليها جبل ولا شيء إلا
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»