تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٩٢
* (لتركبن طبقا عن طبق (19) فما لهم لا يؤمنون (20) وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون (21)).
قال الشاعر:
(إن لنا قلائصا حقائقا * مستوسقات (لو) يجدن سائقا) وقوله: * (لتركبن طبقا عن طبق) وقرئ: ' لتركبن ' على الوحدان، فمن قرأ على الجمع فمعناه: لتركبن أيها الناس حالا بعد حال، والحال هو بمعنى الطبق.
قال الشاعر:
(فبينا المرء في عيش لذيذ ناعم * خفض أتاه طبق يوما على منقلب دحض) ومعنى حال بعد حال: هو أنه يكون نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم ينفخ فيه الروح، وبعد ذلك تتبدل أحواله، ويختلف على المعهود المعلوم من طفولية، وشباب، وهرم، وغير ذلك.
ويقال: لتركبن طبقا عن طبق أي: شدة على شدة، والمعنى: أنه حياة ثم موت ثم بعث ثم جزاء.
فأما القراءة على الوحدان ففيه قولان.
أحدهما: أن المراد منه السماء، والمعنى: أنه ينشق ويكون مرة كالدهان، ومرة كالمهل، ومرة مشقوقة، ومرة صحيحة، وهو مروي عن ابن مسعود وغيره.
والقول الثاني: أنه خطاب للنبي، والمعنى لتركبن أطباق السماء طبقا على طبق، وذلك ليلة الإسراء، ويقال: لتركبن طبقا عن طبق يعني: أصلاب الآباء، وذلك للرسول.
قال العباس في مدح النبي:
(من قبلها طبت في الصلاب * وفي مستودع حين يخصف الورق) (تنقل من صالب إلى رحم * إذا مضى عالم بدا طبق)
(١٩٢)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»