تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٩٥
* (قتل أصحاب الأخدود (4)). والمشهود هو يوم القيامة، والقول السادس: أن الشاهد هو عيسى ابن مريم، والمشهود يوم القيامة، والقول السابع: أن الشاهد هو الجوارح، والمشهود هو نفس الإنسان، والقول الثامن: أن الشاهد يوم الاثنين، والمشهود يوم الجمعة، وشهادة الأيام شهادتها على الأعمال ومعنى المشهود في الأيام هو أنه يشهدها الناس، وهو في يوم القيامة على معنى أنه تشهده الملائكة وجميع الخلائق.
قوله تعالى: * (قتل أصحاب الأخدود) والأخدود جمع خد، وهو شق في الأرض، واختلفوا فيمن نزلت هذه الآية؟.
قال علي: في قوم من الحبشة، وعن مجاهد: في قوم من نجران، وعن ابن عباس: في قوم من اليمن، وعن بعضهم قوم بالروم، وقيل غير ذلك.
وفي التفسير: أنه كان بنجران قوم على شريعة عيسى بن مريم - صلوات الله عليه - يدينون بالتوحيد، فجاءهم ذو نواس وأحضرهم - وهو ملك من ملوك اليمن - وخيرهم بين اليهودية والإحراق بالنار، فاختاروا الإحراق بالنار، فخد لهم أخدودا، وأضرم فيها النار، وأمرهم بالتهود أو يلقوا أنفسهم فيها، فألقوا أنفسهم فيها حتى احترقوا.
وفي بعض التفاسير: أنه كان في آخرهم امرأة ومعها صبي رضيع، فلما بلغت النار توقفت فتكلم الصبي وقال: يا أماه، سيري ولا تنافقي، فإنما هي غميضة.
وقد ذكر مسلم في الصحيح في هذا قصة طويلة، وكذلك أبو عيسى على غير هذا الوجه الذي ذكرنا، وذكرا فيه حديث الملك والراهب والساحر، وهو ما روى عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب قال: ' كان رسول الله إذا صلى العصر همس، والهمس في بعض قولهم تحرك شفتيه كأنه يتكلم، فقيل له: إنك يا رسول الله إذا صليت العصر همست قال: إن نبيا من الأنبياء كان أعجب بأمته، من يقوم لهؤلاء؟ فأوحى الله إليه أن خيرهم بين أن أنتقم منهم وبين أن أسلط
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»