تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ٢٠١
* (بل الذين كفروا في تكذيب (19) والله من ورائهم محيط (20) بل هو قرآن مجيد (21) في لوح محفوظ (22)).
وقوله: * (بل الذين كفروا في تكذيب) أي في تكذيب الرسل.
وقوله: * (والله من وراءهم محيط) أي محيط بأفعالهم وأقوالهم.
وقوله: * (بل هو قرآن مجيد) في بعض التفاسير أن الرسول لما قرأ عليهم ما ذكرنا من الآيات قالوا له: لعلك غلطت أو سهوت؟ ولعل الذي ينزل عليك ليس من قبل الله؟ فأنزل الله تعالى * (بل هو قرآن مجيد) هو المتجمع بخصال الخير.
وقرأ محمد اليمامي: ' بل هو قرآن مجيد ' على الإضافة معنى قرآن رب مجيد.
وقوله: * (في لوح محفوظ) قرئ بالرفع والخفض مع التنوين فيهما، ففي الرفع ينصرف إلى القرآن، وفي الخفض ينصرف إلى اللوح.
وروى سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن اللوح المحفوظ من درة بيضاء دفتاه ياقوت أحمر كتابته نور وقلمه نور ينظر الله فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة يميت ويحيي، ويعز ويذل، ويفقر ويغني، ويفعل ما يشاء.
وفي بعض الأخبار: أنه مكتوب في صدره لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وذكر الحفظ هاهنا ليبين أن ما يوحى إليه من القرآن هو محفوظ من السهو والغلط، وأن ما يقوله النبي يقوله عن الله سبحانه وتعالى.
وعن فرقد السبخي: أن قوله: * (في لوح محفوظ) هو قلب المؤمن، وهو قول ضعيف، والله أعلم.
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»